المشكلة في سلسلة أفلام " ماكس المجنون Mad Max " الممتدة لأكثر من جزء ، والذي كان آخرها الفيلم فوق الرائع : طريق الغضـب Fury Road ، الذي نال 6 جوائز أوسكـار مرة واحدة .. أن هذه النوعية من الأفلام لا حل لها سوى طريقين :

إما أن تحبها حباً شديداً وتعتبر مزاجاً شخصياً لك بخصوص مشاهدة الأفلام .. وإما تكرهها بشدة ، وتعتقد أنه أسخف فيلم شاهدته على الإطلاق ..

 ولكن ، بمجرد مشاهدتي له من المرة الاولى ، بصراحة شعرت بشعور شديد من الألفة ..

========

  • الفيلم كله يدور في الصحراء .. شاحنات ضخمة في الصحراء ، وسباقات ، وجبال ، وأسلحة ، ومقطورات تنفجـر ، وصراع مستمـر على الزيت أو النفط ، وعواصف صحراوية .. الكل متعرّق ..

  • الإنتحاريّون في كل لقطة في الفيلم تقريباً ..

  • انفجارات واغتيالات وأسرى ومطاردات طول الفيلم ..

  • نساء حسناوات أسيرات ، هنّ نساء الزعيــم اللواتي يقررن الهرب ، فيخرج الزعيم لمطاردتهم بنفسه ..

  • ثم هذا الكائن البديع ، الذي لا همّ له سوى تحفيــز المقاتلين على الحرب ، وهو في الواقع مشوّه مجنون لا يفعل شيئاً سوى الرغبة في المزيد من الدماء والإثارة ..

لا أعرف .. هي أجواء ( عربية جداً ) إن جاز التعبير .. تطبيق لما يحدث في بلادنا هذه الأيام .. صحراء ، وعواصف ، وانفجارات ، وحروب ، وشمس حارقة ، ونقط ، وسبي نساء ، وانتحاريين ، وحصار ، وعطش ..

لولا أن جورج ميلر العجوز - مخرج الفيلم - يخرج هذه السلسلة منذ السبعينات ، لكنت قد اتهمته بأنه يجسّد الواقع العربي حالياً من خلال فيلمه المليئ بالرموز ( كون الرموز مهمة جداً لإعتمادنا على نظرية المؤامرة )..

======

  • تقييم الفيلم على IMDB هو 8.1 ..

  • الفيلم حاصل على 6 جوائز أوسكــار للعام 2015

  • المشاهدة العائلية : صـالح للمشاهدة العائلية .. ربما بعض المشاهد قد تكون غير لائقة .. لا أتذكر أنه يحتوي على مشاهد فاضحة ..

  • حالة المشاهدة : أنصحك أن تشاهد هذا الفيلم وأنت في مزاج عصبي أو غاضب .. هو اسمه ( طريق الغضب ) أولاً وأخيراً .. كمية الانفجارات والمطاردات في هذا الفيلم ، تعتبــر فرصة مميزة لمعالجة أي مزاج عصبي أو غاضب تمر به ..

بصراحة ، أحببت هذا الفيلم جداً ، رغم أنني اعرف انه يزعج الكثيرين ولا يرونه بهذا القدر من المميزات الذي يجعله يحوز 6 جوائز أوسكار .. يمكن القول أنه فيلم من نوعية الأفلام التي لها جمهورها الخاص من المجانين والغاضبين والعصبيين ..

وهو الذي يجعله فيلماً رائعاً بالنسبة لي كعربي ينتمي الى هذه ( الأجواء ) بشكل أو بآخر .. ويحبها كذلك ..