متى نختار أن نقول لا ومتى نختار أن نقول نعم؟ من فيلم Yes Man

كثير من المواقف نتردد لو كنا نقول نعم أم نقول لا، حكى لي صديق مقرب أنه كان على موعد مع رحلة ترفيهية مشوقة ينتظرها منذ وقت طويل، وتفاجأ بهاتف من العمل يهمه شخصياً وينتظره منذ وقت طويل أيضاً، أخذ دقيقتين في التفكير ثم قرر أن يعطي العمل الأولوية وقام بإلغاء الرحلة عندما تعارضت مع عمله..

هنا صديقي استعمل منطق أن الأمور الجادة ذات المصلحة المباشرة لها أولوية على الترفيه حتى لو كان ينتظره منذ فترة، قال لي أنه لم يكن سعيد تماماً بضياع فرصة الرحلة، لكنه كان سعيد أنه حسم الأمر لصالح العمل.

شخصيًا، أحب أن أختار لا في كثير من الأحيان، خصوصًا بسبب انشغالي الدائم وعالمي المزدحم بالعمل، ولأنني وضعت لنفسي أنظمة على الكثير من الأمور التي قلت لها لا، ومعظمها أشياء ترفيهية وأحيانًا دعوات للخروج أو الانشغال بأمور لا تضيف لقيمي أو وقتي شيئًا. بالنسبة لي "لا" تعني الحفاظ على التركيز والانضباط، وأحيانًا حماية نفسي من التشتيت والإرهاق.

لكن بصراحة بدأت أفكر في تغيير هذا النمط قليلًا. أود أن أقول "نعم" لبعض الأمور، ليس بكثرة، بل باعتدال، من أجل تحسين صحتي النفسية وتجديد طاقتي، وكذلك للاستعداد الجيد للعمل بشكل أفضل، وأعتقد أن منح نفسي هذه المساحة للمتعة والترفيه سيجعل كل "نعم" أقولها بعد ذلك أكثر قيمة، وكل "لا" أكثر وضوحًا ومعنى.

برأيي قول نعم بكل فرصة أو تغيير هو قمة العشوائية واللاخطة، وكأن الإنسان يتحول إلى سنبلة قمح تأخذه الريح حيث تشاء وهذا يمحي رغبته وطبعه ولا يجعله يوصل لوجهة واضحة، وكذلك الأمر في قولة لا تغلق أبواب قد يكون خلفها الراحة أو الرزق أو.....

الحل الامثل ليس في قول لا أو نعم بل في إعمال العقل فنعرف متى نقول لا ومتى نقول نعم، نعرف الفرصة مناسبة لما نريده أم تتقاطع معه وتحولنا لمسار آخر، فقد تكون الفرص جيدة لكن كونها تختلف عن رغبتنا فهي هنا لا يجب أن نقول نعم لها يفوز فقط من يعمل عقله