هذا واحد من أفضل الأفلام الواقعية في السنوات الأخيرة. يتناول الفيلم قصة 4 أصدقاء يمرون بما يسمى "بأزمة منتصف العمر"، كلًا حسب شخصيته وأسلوب حياته، على أن هناك إجماعًا بأن مشاعر الحماس التي كانت لديهم سابقًا اختفت تمامًا، استُبدلت بحياة روتينية مملة، حياة لا تشبههم ولا تشبه أحلام صباهم. الأمر يتحول تدريجيًا من خلال تجربة ما قرروا خوضها، حتى تعود لهم مرحلة الشغف بالحياة مرة ثانية، أن يومهم أختلف تمامًا وباتوا أكثر حيوية وتحرروا من الضغوطات.

في رأيي الفيلم لا يتناول الفكرة المادية للتجربة فقط، ولكنه يصف بأسلوب دقيق كيفية تتابع مراحل الحياة دون إدراك منا بذلك، ونستيقظ لنجد أن علاقاتنا الاجتماعية أصبحت مقتصرة على العائلة واثنين أو ثلاثة من الأصدقاء، وبالنسبة للعمل، فالأيام كلها تُعاد تقريبًا، والبعض يشعر أن عمله لا يترك التأثير الإيجابي المرغوب، ولا يعرف كيف يغيّر ذلك. الفيلم يوضح فكرة أننا عندما نستسلم لتلك المشاعر والأفكار التي تسيطر على عقولنا، نجد أننا نميل لتصديق الأمر فعلًا، وأن ذلك هو الطبيعي بالنسبة للجميع ولا مجال لتغييره. حقيقةً، هذه المشاعر لا تقتصر على من هم في منتصف الثلاثينيات أو الأربعينات، بل إن الأمر يبدأ من نهاية العشرينيات. فهل تمرون بتجربة مماثلة في حياتكم؟ وكيف يمكن التخلص من تلك المشاعر وتجديد الشعور بالحياة؟