دائماً قوة شركات الإنتاج السينمائي تكمن في توفر موارد ضخمة لديها من معدات تصوير وستوديوهات وتقنيات متقدمة وموارد بشرية من أي كاست لا يمكن لأي شركة صغيرة من شخص (طموح) مجارتها بأي شكل، ولن تسمح هي لأي كيانات صغيرة بالتفوق عليها لذا تظل أسماء الشركات الضخمة حاضرة كعلامة تجارية مستمرة من عشرات السنين، فلا أحد مثلاً يمكن أن يصنع فيلم مثل أفاتار أو مارفل أند جيم أو سبيدرمان أو باتمان إلى أن أنفجر في وجوهنا من أسابيع قليلة sora التابع لشركة openai المنتجة لنماذج شات جي بي تي، لتحدث بهذا المشروع الضخم موجة ضخمة من ردود الفعل تشبه وستتجاوز قريباً في حدتها شات جي بي تي وقت إطلاقه، فبعد ما كانت أفضل فيديوهات دقة لا تتجاوز 4 ثوان .. جاء تحديث هائل في هندسة الأوامر ليصنع من خلالها فيديوهات بالغة الدقة وعالية الجودة وتصل مدتها إلى 60 ثانية كاملة لمشهد واحد مستمر تم بناء كل تفاصيله على ما تكتبه في التكست ( مهما كان ما تكتبه خيالياً وغير قابل للتصديق) سيتم تنفيذه بدقة تعادل ما تراه في هندسة الأوامر للصور المصممة بالذكاء الاصطناعي، ورغم أن التقنية لا تزال قيد التطوير ولم يتم إطلاقها للعامة، وأنه يوجد موديل مشابه ومنافس في جوجل ولكن أقوى، كما أن هناك شركات أخرى تستعد لخوض المنافسة لتقديم موديلات مشابهة، هذا من شأنه أن يغير صناعة الأفلام والألعاب والإعلانات والمحتوى للأبد.

فهنا مع بعض الأوامر يمكن تحويل خيالك لحقيقية يمكن أن تنتج فيلم كامل (عالي الجودة ومبدع لأقصى درجة) بناءاً على ما تكتبه، ولأوضح الصورة بشكل أدق ومختصر، أنا وأي صانع أفلام كان في بداية حياته أقصى حلمه أن يتحول نص يكتبه لفيلم فيقوم بكتابة فكرة بموارد بسيطة يسعى به لإتمامه من خلال شركات صغيرة ومتواضعة على أمل أن تبرز موهبته لتتبناه شركة كبيرة تدفع مسيرته للأمام، ولكن كان هذا يقضي على طموحاته الإبداعية : فنحن كصناع سينما كنا نلتزم بشكل صارم بمتطلبات تلك الشركات حتى وإن كانت على حساب الإبداع وأحياناً على حساب مبادئك، فتجد جميع الفنانين تقريباً ينافقوا هوليود على أمل الحصول على فرصة صغيرة للغاية لا تليق بموهبتهم، أما الآن كل ما أحتاج لتحقيق هذا الحلم جهاز كمبيوتر متطور قليلاً وبعض برمجيات الذكاء الاصطناعي و (إبداعي) ومستثمر طموح بمبلغ ليس بضخم و رغبة في ظهور منتج مصري أصيل بمواصفات عالمية.