من وقت لآخر تظهر كتب في قوائم الأكثر مبيعا وعندما أتصفحها أجدها خاوية من الأفكار أو حتى بأسلوب كتابة يستحق أن تكون في تلك القوائم أو تقرأ من الأساس، وللمصادفة شاهدت هذا الفيلم الذي يتحدث عن هذه المعضلة في المجتمع الأمريكي وهو وجود كتب تجارية وأبعد ما تكون عن الأدب أو تناقش قضايا حقيقة ولكنها تتصدر القوائم الأكثر مبيعا وتنال ثناء في المجتمعات الثقافية بحجة أنها تثير الجدل أو تعبر عن قضية معينة ولكنها في الحقيقة خاوية من أي شيء، دفعني هذا لرؤية ما يحدث في مجتمعنا وظهور تلك الكتب مؤخرا أيضا سواء كانت مترجمة أو عربية ويقرؤها الناس فقط لأنها تتصدر القوائم أو لأنها جدلية، ونجد كتبا مهمة بالفعل لا تباع بل أن مؤلفيها يعتبرون مجهولين للشريحة الكبرى من القراء، فهل أصبحت القراءة رفاهية وبحثا عن المعجبين والمتابعين؟

فقد تحولت نقاشات الكتب إلى مجرد حفلات للتصوير والتوقيع ونادرا ما أجد نقاشا حقيقيا مع مؤلفي تلك الكتب التافهة ولا أحد يهتم بما يقدمه بقدر اهتمامهم به والتصوير معه أو الحصول على توقيعه، بل والأدهى من ذلك لو كتب أحدهم نقدا لمثل هذه الكتب يقابل بالهجوم من معجبي هذا المؤلف ومن المستحيل أن تدخل في نقاش موضوعي معهم أو مع المؤلف هذا، برأي للأسف أن تلك النوعية من قراء تلك الكتب يبحثون عن وجودهم في الأوساط الثقافية فقط لمجرد أن المثقف يحترمه الناس ولكنهم يهملون نقطة مهمة وهي أن الثقافة أساسها الاهتمام بقضايا المجتمع والإنسان ومحاولة تقديم إضافة للناس ولكن لأن قراءة الكتب المهمة تكون صعبة وتحتاج إلى قدر كبير من التركيز والوقت فهم يكتفون بقراءة هذه الكتب التافهة وتصويرها بشكل رائع وجذاب وترتيب المكتبة لتحصل على أكبر عدد من الإعجاب ومشاركة الاقتباسات. فبرأيكم ما الذي يجعل الكتب التافهة هي الأكثر مبيعا؟