فيلم Barbenheimer: إلى أي درجة يضمن "استغلال الترندات" نجاح الأعمال؟

الضجة الكبيرة التي أحدثتها المنافسة بين الفيلمين أن تكون سببًا يدفع أصحاب الفكرة بإنتاج الفيلم وتوقع نجاحه؟

التعاون بين المتنافسين في العديد من المرات يكون استراتيجية ناجحة في نجاح العمل حتى لو لم يكن فيلم وكانت تجارة أو اي منتج، أفضل من البقاء في تناحر جمع الجهود وانتاج عمل مشترك

هل يصلح "استغلال الترند" بأن يكون وحده عامل جذب وتسويق يضمن نجاح الأعمال؟

مع ذلك، يجب على العمل الفني أن يحتفظ بجودته ويقدم قيمة حقيقية للجمهور إذا كان يرغب في البقاء والنجاح على المدى الطويل فالضجة التي تحدثها الترندات تكون بداية جيدة، لكن من ثم يجب على العمل أن يستحق الانتباه الذي حصل عليه وأن يحقق توقعات الجمهور.

"استغلال الترند" بمفرده هو عامل جذب وتسويق، ولكنه لا يكفي لضمان نجاح الأعمال على المدى الطويل يجب أن يكون العمل نفسه ملهما ليحقق نجاح دائم.

هذه الأفلام تقع تحت طائفة الأفلام المسلية وهذه حقيقة لا بد أن نعترف بها لكل منا فيلم هابط مسلي يشبه أكل اللب والفول السوداني مجرد تسلية لكننا نحبه

بالنسبة للنقاد فيلم سلام يا صاحبي هو فيلم تجاري لكني أحبه وأشاهده دوما وقسي على ذلك أمثلة لا تنتهي

ن نية لإنتاج فيلم يحمل اسم Barbienhaimer وقصته مثل اسمه تجمع بين أشهر فيلمين لعام 2023 وهما: Barbie & Oppenheimer

 هل يصلح "استغلال الترند" بأن يكون وحده عامل جذب وتسويق يضمن نجاح الأعمال؟

سأجاوب على السؤالين معًا، السينما حاليًا 80% منها تجارية بحت وبالفعل هي تبني أرقام نجاحها على التسويق قبل الفيلم، وتحويل مشاهدته إلى تريند يرغب الناس في الانضمام له، فإليكِ مثال هناك فيلم عن محاكمة جوني ديب وأمبر هيرد، أعني لقد شاهدنا جميعًا المحاكمة الفعلية فما الحاجة لعمل فيلم عنها؟ هي حتى ليست بحدث قديم! الإجابة هنا أن المحاكمة كانت متصدرة للتريند ل 6 أسابيع ولاقت اهتمام الناس حول العالم بمشاركة أراء وفيديوهات وكوميكس وكل أنواع المحتوى، فلما لا ننتج فيلم يتحدث عن نفس الأمر مرة أخرى ولكن بشكل درامي؟ طبعًا فشل الفيلم فشل ذريع. بالعودة لمقارنة "Barbienheimer" ، بالتحدث بلغة الأرقام، عامل كبير من عوامل نجاح الفيلمين هو هذا التريند، أراد الناس تجربة مشاهدة الأثنين سويًا سواء كان ذلك له علاقة بذوقهم الفني أم لا.. لا يهم، فإذا نظرنا لفيلم باربي، فهو حتى لا يستحق المشاهدة بجودة رديئة، هو فقط ديكور وألوان وقصة مهترئة لا علاقة لها بأي سينما، على النقيض فيلم أوبنهايمر، الذي يمتاز بقصة، إخراج عظيم لبعض المشاهد الأساسية، أداء احترافي من الممثلين واختيار مميز لمعظمهم، لكن أعتقد أن من ذهبوا لمشاهدة الفيلم لأهميته لا يتعدوا 40%، والباقي فقط ذاهب لغرض التريند وهو أصلًا لا يعرف حتى نوع الفيلم، لذلك للإجابة عن سؤالك نعم وربما ستنجح أيضًا فكرة فيلمهم إذا قاموا بعمل تسويق جيد ليصل لمرحلة التريند، فالمعظم حاليًا لا يهتم بالتذوق الفني، فقط كادرات ومؤثرات بصرية وقصة ركيكة ونجوم صاعدين، نجحتى في صنع فيلم رائج.

استغلال الترند أو ما نسمّيه بركوب الموجة بشكلٍ أدق، هو أسلوب ذو أثرٍ مؤقّت ومحدود. يعني عندما تعتمد هذا الأسلوب ستحقق نتائج رائعة على المدى القصير وهذه هي وظيفة الترند أن يجري استثمارها ضمن وقتٍ قصير . ولكن إن كان هدفك ترك أثر فعليك بتجنّب هذه الاسراتيجية. بالنسبة لاستغلال الترند فهي مفيدة في مجال الترويج لخدمات أو لسلع ولكنّها في مجال الأفلام فهي تحمل أثارًا سلبيّة لأنّ الأفلام تحمل ميزانيّاتٍ ضخمة وبالتالي يجب استغلالها من أجل مشاهدات طويلة الأجل وليس لفترةٍ محدودة. كما أنّها كسلعة لا تكون بذاتها عامل جذب بل تكون مغرية لأنّها قائمة على فكرة رائجة. ولذلك يجب التفكير مليًّا قبل اعتمادها كاستراتيجية.

ترند باربنهايمر حقق نجاح كبير جدًا وأدى إلى نجاح الفيلمين معًا. ووفقًا لتقارير Variety، حققت الأفلام أكثر من 244 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، وهو رابع أكبر دخل في تاريخ الولايات المتحدة في الاسبوع الافتتاحي، وأرى أن التسويق بهذه الطريقة يملك الفرصة للنجاح بشكل كبير وللتكرار بعد ذلك، وقد نرى في السنوات القليلة القادمة محاولة لإعادة صناعة هذا الترند بالتحديد وفكرة التسويق عن طريق خلق ترند على السوشيال ميديا ليست جديدة لكنها هذه المرة فتحت الطريق أمام المسوقين لمعرفة تأثير الترندات وبالتالي أعتقد أنهم سيحاولون استغلالها فيما بعد.