فيلم The devil wears Prada: هل تغير حياتك بأكملها لتلائم وظيفة ما؟

لا أعتقد أنني سأجد وظيفة تلائم حياتي بأكملها! لكن أعلم أن كثيرامن الأشخاص يواجهون تحديات كبيرة في بداية حياتهم المهنية، وقد يكون العمل في بيئة ضاغطة تتطلب التضحية ببعض الأمور الشخصية، وهذا ما أفعله عادة، مع ذلك، يجب أن تكون هذه التضحيات محدودة ومؤقتة، وأن يكون هناك توازن بين العمل والحياة الشخصية. من الضروري أن نسعى للعثور على وظيفة تتناسب مع قيمنا وأهدافنا الشخصية بشكل عام، والتي تساعد على تحقيق النمو المهني والشخصي على حد سواء.

 هل هناك وظيفة تستحق أن نغير حياتنا بأكملها لكي نلائمها؟

ليس حياتي بأكملها ولكن نظام حياتي هذا مقبول في حالة كانت الوظيفة تستحق هذا الأمر ولها عائد يساوي ما قدمته من تغيير في نظام حياتي وليس في مبادئي، وبالتحدث عن نظام حياتي ربما يكون تغيير طريقة لبسي أو الاهتمام بشكلي بشكل أكبر والعمل في أوقات لم اعتادها.

 ما هي التنازلات التي يجب أن نقدمها في بداية حياتنا العملية كي نثبت جدارتنا ونخطو أولى خطوات النجاح؟

على الرغم من الجميع يكره أن يتنازل ولكن التنازل عن بعض الأشياء هنا ليس تنازلا ولكنه إعطاء شيء من حياتك مقابل الحصول على شيء أخر مثل التفريط في جزء زيادة من وقتك في سبيل الحصول على الخبرات وأيضا قبول مرتب ضعيف لأنك ايضا تسعى للخبرة ولكن هذا في بداية الحياة العملية فقط حتى تتمكن من الحصول على الخبرة الكافية ومنها يمكنك التقدم لوظيفة أخرى أو تكون طريقة للتقدم الوظيفي في نفس الشركة.

أنا أتفق معكِ تمامًا أن النجاح ليس سهلًا، والعالم ليس مدينًا لك بشيء، من وجهة نظري وتجربتي الشخصية، إدراكي أني مسؤؤلة كليًا عن حياتي بما في ذلك فشلي ونجاحي، أعطاني صلابة أكثر وتقبل لبعض الأوضاع في بعض الأحيان فقط لأنني أعرف أن هناك قيمة مقابل مجهودي في هذا المكان، قد لا تكون قيمة مادية، ولكن قيمة معنوية من زيادة خبراتي أو بناء علاقات مهمة ربما تساعدني في وقت لاحق، فنعم أنا أتفق مع الرضى بالقليل ولكن فقط لبعض الوقت، بمعنى إذا لم أجد نفسي في مرحلة تطوير أو فائدة لي، فيجب أن أعي أنه ربما حان الوقت لتجربة مكان مختلف. أعلم أنه في أرض الواقع قد يبدو ذلك صعبًا نظرًا لوجود عدة مسؤوليات قد تمنعنا من ترك مكان ما في وقت محدد، المهم هو إدراك الأمر حتى نستطيع أما تغييره للأفضل في نفس المكان أو البحث عن مكان أفضل.

في رأيي، لا توجد وظيفة تستحق أن نغير حياتنا بأكملها لكي نلائمها. فالعمل جزء مهم من حياتنا، ولكنه ليس كل شيء. يجب أن نوازن بين العمل والحياة الشخصية، حتى نتمكن من تحقيق الرضا والسعادة في حياتنا.

أما بالنسبة للتنازلات التي يجب أن نقدمها في بداية حياتنا العملية، فهي تعتمد على عدة عوامل، منها:

• طبيعة الوظيفة: بعض الوظائف تتطلب ساعات عمل طويلة أو سفرًا متكررًا، مما قد يؤدي إلى التنازل عن بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء.
• مكان العمل: بعض أماكن العمل تتسم ببيئة عمل مرهقة أو غير صحية، مما قد يؤدي إلى التنازل عن بعض الصحة والراحة.
• الدخل: في بعض الأحيان، قد نضطر إلى قبول وظيفة بأجر أقل من توقعاتنا، حتى نتمكن من الحصول على الخبرة والمهارات اللازمة للتقدم في حياتنا المهنية.

ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن التنازلات يجب أن تكون مؤقتة، وأن نسعى دائمًا إلى إيجاد وظائف تتوافق مع قيمنا وأهدافنا.

تغير الحياة وطبيعتها وتفاصيلها اليومية شيء يمكن التعامل والتأقلم معه لكن أن أغير مبادئي وشخصيتي ومواقفي من أجل عمل ومال زائل فهذا الذي لا يمكن أن أسمح به على مستواي الشخصي، فعلي سبيل المثال يظهر أمامنا الكثير من فرص الأعمال التي قد تكون مرفوضة من الناحية الدينية أو المجتمعية والإستسلام لمثل هذا سيؤثر على حالتنا النفسية واحترامنا لأنفسنا والذي هو أهم من أي مال أو سلطة أو نفوذ.