تحاول طالبة ذكية الالتحاق بجامعة أحلامها، وهي تضمن أنها حققت كل معايير القبول، لتفاجأ برد ممثلة الجامعة التي تجري معها المقابلة، والذي كان كالآتي: "إتحاد الطلبة، إدارة فريق، تطوع، عزيزتي، كل المتقدمين نفس الشيء تقريبًا، أنا أبحث عن شخص يستطيع عمل تغيير، شخص يستطيع أن يخاطر، ليس شخصًا يلائم "الصندوق" بل شخصًا يفجره!"

قد يبدو ردها منطقي، إلا أنني أتساءل كيف مع هذا الجهد المبذول يُحرم الشخص من حلمه الذي يسعي من أجله سنوات! لماذا دائمًا ما يتم تعجيز الشخص ووضعه في صراع دائم حتى يثبت جدارته؟ أعني ما المطلوب إذا كان كل شيء ليس كافيًا!

في البداية كانت الأولوية في الاختيار على أساس المتعلمين والحاصلين على الشهادات، ثم أصبحت الأغلبية حاصلة على شهادات، فأصبح الآن، نريد من يتحدث أكثر من لغة، نريد من سبق له وقدم خدمات تطوعية، نريد شخصيات قيادية، نريد من حصل على عدد من التدريبات والشهادات، ربما أيضًا من يحمل الماجيستير أو الدكتوراة، وأخيرًا، يُفضل من لديه بضع سنوات من الخبرة العملية، ولا تنسوا نريد سيرة ذاتية مكتوبة بطريقة معينة وإلا لن نلقي لها بالًا، ونريد خطاب تحفيز وخطاب توصية، و.. لا انتهينا حمًدا لله.

ماذا؟ هل أصبح الجميع يحملون كل هذا أيضًا؟! إذا ما العمل الآن؟

نظام الاختيار والتعيين المتبع حاليًا يضع الجميع تحت ضغوطات رهيبة، سباق متواصل لكي يحاول الشخص أن يتميز، ويثبت استحقاقه واهتمامه بالوظيفة. فهل حقًا الوسائل المتبعة حاليًا لعملية اختيار الموظفين ضرورة لا بد منها، أم مبالغة غير عادلة؟ ما هي إيجابيات وسلبيات هذا النظام؟