من الأفلام الرومانسية الكوميدية التي شاهدتها مؤخرًا و تحمل رسالة مهمة هو فيلم "High Fidelity". فالبطل "روب"، حاله كحال الكثيرين، يدخل في حالة من الضياع بعد أن انفصلت عنه صديقته، ولكن كي يتخطى ألم ذلك الانفصال، قرر معرفة نفسه أكثر وفهم الماضي الذي أوصله إلى هذه النتيجة. وكي لا أحرق الأحداث، سوف أكتفي بالقول أن التطور في الشخصية الذي نتج عن ذلك الانفصال كان يستحق كل ذلك العناء. فنلاحظ في نهاية الفيلم الوعي الذي وصل إليه روب وكم أصبح قادرا على فهم نفسه وفهم علاقاته مع الآخرين.

 أعتبر الفيلم مميزا عن أفلام الكوميديا الرومنسية الأخرى التي تنقصها الواقعية والمنطقية في بعض الأحيان. وأنا دائما ما أعجب بالأفلام التي تعلمنا كيف يمكن استغلال حدث "يبدو سلبيا في الظاهر" لإحداث تغيير أو نتيجة إيجابية كبيرة. فقد لاحظت أن البشر ينقسمون إلى ثلاث مجموعات أساسية في ما يخص الانفصال: 

-مجموعة تعاني لفترة طويلة وتحاول استرجاع الحبيب أو تخطيه من خلال علاقة ثانية. فألاحظ أن هذه المجموعة تشعر بشيئ من الحزن أو الندم عند تذكر هذه العلاقة مهما مر الزمن عليها. 

 -مجموعة الثانية تغوص في أعماق ذاتها لفهم الأسباب وتصليح نقاط ضعفها ليصبح التغيير الإيجابي مساعدا على تخطي الألم وعدم تكرار التجربة.

-مجموعة ثالثة تسعى إلى التغيير كطريقة انتقام لا واعية من الشخص الآخر للإثبات له بأنهم أصبحوا أفضل من دونه. وبالطبع أنا أؤمن بأن التغيير لا يجب أن ينبع من نية انتقام أو إثبات شيئ للآخرين، ولكن هذا ما يحصل لدى الكثيرين.

فبالطبع أننا لا يمكن أن نستهين بألم تجربة الإنفصال، ولكن لا يمكن أن نستسلم لها ونجعلها تمر مرور الكرام دون أن نتعلم منها بهدف أن نصبح أفضل لأنفسنا فقط. فكيف يمكن أن نتعامل مع تجربة الانفصال بشكل صحى للاستفادة منها؟