راقبت صدور بيان مشترك لدول الخليج بشكل مرئي ومسموع ومكتوب يتّهمون فيه منصّة نتفلكس العالميّة للمُنتجات السينمائية والكرتونية بنشر محتوى مخالف للقيم والمبادئ الإسلامية، البيان كان يوم الثلاثاء عبر هيئة الإعلام السعوديّة ولجنة الإعلام بمجلس التعاون الخليجي. 

على أنّ هذا البيان لم يُحدد بالضبط معنى العبارتين التاليتين: "محتوى مخالف" و "محتوى مخالف للقيم والمبادئ الإسلامية" وهنا أريد أن ألفت الانتباه إلى أمر قد يعرفه معظمنا وهو كالتالي: إن أرادوا في دول الخليج حذف المحتوى المخالف للقيم الإسلاميّة فنحن نتحدّث عن عدد ضخم جداً من المواد الموجودة بالمنصّة والتي تحصد أصلاً المشاهدات الأعلى والسبب الرئيس في زيادة عدد الاشتراكات. 

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تُعيد نتفلكس تشكيل نفسها لتتكيّف مع وضع السوق الجديد في الخليج؟

حتى الأن لا ردود رسميّة في الأمر من المنصّة، منذ يوم الثلاثاء وحتى الأن لم يتلقّوا أيّ بيان مُضاد أو ردّ، أنا لا أعتقد أنّ نتفلكس ستقبل بالأمر بكل أريحيّة، بل ستفاوض عليه وتفاوض جداً أو ترفض ذلك ببساطة! 

وذلك لأهم سبب: نتفلكس أصلاً في مأزق مالي لا يُمكّنها من القيام بمناورات في السوق أو رضوخ لقوانين مُدمرة لتجربة العميل لديها. 

وطبعاً أستذكر الأن موقف قديم وبذات الشكل صار مع ديزني، حين دخلت دول معينة في خلافات بشأن موضوع القيم في فيلم doctor strange من انتاج استديوهات marvel وطلبت حذف مقطع منه لتقبل عرضه في قاعات السينما، إلى أنّ ديزني لم تمتثل لذلك! ولم يُعرض الفيلم بكل بساطة

برأيي الشخصي هذه المنصّات صارت بمستوى رأس مال وأرباح يضعها أكبر من المساومات، تماماً كما نرى فيسبوك وغوغل يفرضون أجنداتهم على دول العالم بكل تحدّي، لذلك طلب الخليج مثلاً لهذا الأمر يجعله فقط تلبيةً لمطالب شعبية أصلاً قد أُثيرت بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، أي فقاعة وقد تزول بتقادم الأيّام، لأننا وفقط ببحث بسيط يمكننا أن نتبيّن أن لنتفلكس عدد مشتركين كبير عربياً بشكل عام وخليجياً بشكل خاص ولن يسمح المُتابع العربي أصلاً بإقفال المنصّة في حال عدم رضوخها، لأننا وكأننا نتكلّم بهذه الحالة عن تطبيق بقوة فيسبوك وأهميته. 

وأنت، ما الذي تتوقّعه فعلاً؟ إلى أين يمكن أن تتجه إليه الأمور في الأيام القادمة؟ وما رأيك في حذف المحتوى المخالف من نتيفلكس؟