من خلال متابعتي للفنون وجدت أنه يمر كل فن بمرحلة كلاسيكية وبعدها مرحلة حداثية تتحطم فيها القواعد التي تم إرساءها في المرحلة الكلاسيكية وبالنسبة للسينما فقد كانت مرحلتها الحداثية هي كسر الجدار الرابع 

 فغرفة التصوير تتكون من ثلاثة جدران في العادة والجدار الرابع هو الكاميرا التي تصور لنا المشهد. لذلك فقد كان كسر الجدار الرابع معناه أن تقفز الشخصيات من الكاميرا لتجلس بجوارك على الأريكة!

 عند كسر الجدار الرابع نتعرف الشخصيات أنها في فيلم فنجدها قد تخرج السكريبت لنقرأ منه مثلًا أو ننظر إلى الكاميرا أو نتحدث كأنها شخصية في فيلم وليس في الواقع 

ونجد الرسوم المتحركة تخرج من عالمها الرسومي إلى العالم الواقعي وتتفاعل مع البشر أو تتفاعل حتى مع راسمها. 

وقد حدث أكثر من مرة في أحد حلقات الرسوم المتحركة أن توقف إنتاج البرنامج بداخل الحلقة فخرج مؤدوا الأصوات ليعملوا أعمالًا أخرى كتنظيف السيارات ويحصلوا على مال لإكمال إنتاج الحلقة! 

ولا يخفى عنا المسلسل الشهير أيضًا House of cards حيث يوجه لنا البطل الحديث طوال الوقت! 

أو يخرج أحد الأبطال بعد نهاية الفيلم ليقول: لقد انتهينا هيا اذهب إلى المنزل!

فبماذا قد نشعر عندما نجد الشخصية في الشاشة تشير إلينا بالبنان وتقول لنا: أنت. نعم أنت أنظر إليَ! 

وبالطبع بسبب غرابة الأسلوب فقد لاقى الكثير من الانتقادات كما لاقى الكثير من التشييد أيضًا 

كان التشييد راجعًا إلى أننا في العصر الذي يمكن لأي كان فعل ما يريد وبالتالي يمكننا التجربة كما نشاء ألم نر مثلًا أفلامًا عبارة عن إطار سيارة يتحرك ويقتل الناس! 

ومن ناحية أخرى قال المحافظون أن السينما لها رونقها ووقارها وأن مثل هذه الطرق ستؤدي في النهاية إلى خرابها وفقدانها ما يميزها. 

وهنا أتسائل هل التقنيات الحديثة والغريبة مثل كسر الجدار الرابع جيدة فعلًا؟ وهل يثري هذا الأسلوب السينما أم يسرقها ويخربها؟