" حسنًا، سأخبرك قصة "، هذه عبارة تُسبب سعادة عارمة لصغار السن، وهذا ليس بجديد ولكن الجديد يكمُن في أن هذه العبارة لا تُسبب السعادة فقط للأطفال، بل يُعتبر أسلوب السرد القصصي من أنجح القوالب المُستخدمة من أجل جذب أفراد الجمهور المستهدف، ومن خلال العمل على استخدام القصص يُصبح المُسوق أقوى تأثيرًا ويتمكن من الوصول إلى شريحة أكبر من العملاء.
تظهر أهمية منهج السرد القصصي في دفع الملل عن نفس القارئ، وخاصة مع زيادة حجم الرسائل الإعلانية التي يتعرض لها الجمهور، الأمر الذي قد يؤدي إلى العزوف عن متابعة المواد الإعلانية والتي تخدم الأهداف التسويقية، ويدور التفكير حول كيفية جعل الفرد أكثر تفاعلًا ويقظة مع المضمون الذي يتعرض له.
ارتبطت القصص بمجال التسويق لكي يتم توظيفها في عملية التسويق بالمحتوى، وهنا يتم صياغة الأهداف المنشودة من قِبل المؤسسة، و وضع الرسائل الإعلانية في قالب قصة، وفي هذا السياق أثبتت العديد من الدراسات العلمية والعملية قدرة الأسلوب القصصي على تحقيق النجاحات غير المسبوقة، كما أن عند مقارنة المحتوى المباشر بمحتوى آخر غير مباشر عبر توظيف القصص، تم الخروج بنتيجة واضحة تُفيد بأن توظيف القالب القصصي أكثر تأثيرًا من الأسلوب المباشر للمحتوى.
أتذكر خلال أول يوم لعملي في إحدى الوكالات الإعلانية، وجود لوحة في مكتب مُدير هذه الوكالة تحمل عبارة " إن المغزى لا يُنسى". ومُنذ هذه اللحظة تغير تفكيري كثيرًا، وساهم هذا الموقف البسيط لبداية رحلة عمل مختلفة تمامًا عن قبلها، وعزمت النية على أن أضع هذه العبارة في ذهني وأمامي لكي يتم تطبيقها بكفاءة وذكاء.
قد ينسى الفرد المعلومات المُوجهة إليه، ولكن في حالة السرد القصصي فالأمر مختلف جذريًا؛ حيث إنه إذا لم يتذكر أحداث القصة فسوف يتذكر المغزى منها.
هل لكم تجارب سابقة في السرد القصصي خلال التسويق بالمحتوى سواء كجمهور أو عاملين بالتسويق؟ وهل تفضلون هذا الأسلوب أم غيره من الأساليب التسويقية؟
التعليقات