هل سمعتم يوماً بمقولة "غلطة الشاطر بألف"؟

ماذا تقولون إذاً عندما "تغلط" شركة بحجم شركة دوف DOVEأو إتش أند إم H&M تكون الغلطة بالملايين، وبمئات الآلاف من المنشورات والتغريدات والمقالات الهجومية التي تبداً من "واشنطن بوست" Washington postولا تنتهي بـ "تايم" Time.

فقد قامت شركة دوف بحملة إعلانية جديدة عام 2017 ولكنها لم تكن كأي حملة سابقة.

تصوير وإخراج ومونتاج بتكاليف باهظة، وبأفكار ابتكارية تناسب سمعة الشركة الشهيرة، تظهر فيها سيدة تخلع قطعة ثيابها العلوية لتظهر سيدة أخرى ولكن بلون بشرة أكثر بياضاً.

حتى الآن لا مشلكة، لكن للأسف كان خيار "دوف" للعارضات في غير محلّه. ولو أن المنطق يقول بأن اللون الأسود هو الداكن والأبيض هو الفاتح، إلا أن هذا التصنيف لا يمكن تطبيقه على البشر، فمن غير المسموح بالنسبة للرأي العام أن تستعين بعارضة سوداء البشرة وأخرى ذات بشرة بيضاء لإيصال فكرة إعلانية تفيدنا بأن منتجك سقوم بتحويل الداكن إلى فاتح، وبالتالي ستصبح السيدة التي تستعمل الصابون المبيّض أجمل من لو كانت بشرتها داكنة.

وللأمانة قامت شركة "دوف" بالاعتذار عن الخطأ غير المقصود، وحاولت حفظ ماء وجهها، ولكن بقيت هذا الإعلان راسخاً حتى هذا اليوم في ذهن العديد من الناس، وبشكل خاص العاملين في مجال التسويق.

فهو درسٌ هام لا بد من التعلّم منه، فمهما بلغ المسوّق من الإبداع فإن هناك بعض الأُسًس التي لا يجب إهمالها، ويجب الانتباه إلى أن التركيز في الإعلان يجب أن يكون على المتلّقي وليس على المنتج.

ولا تعتقد عزيزي أن "دوف" وحدها التي ارتكبت خطأً كهذا، قفد وصلت العدوى لشركة "إتش أند إم" H&M العلامة التجارية المميّزة في عالم الألبسة.

حيث قامت أيضاً بنشر صورة على موقعها الإلكتروني وتطبيقها الخاص لطفل أسود البشرة يرتدي قميصاً جميلاً وملوّناً، وكأي قميصٍ للأطفال عليه إحدى العبارات البسيطة، لكن لسوء الحظ كانت العبارة على قميص ذاك الطفل حديداً "القرد الأكثر روعة في الغابة" ""coolest monkey in the jungle.

لا أزال أتساءل أحياناً، هل قامت "دوف" بتلك الحركة التسويقية كنوعٍ من لفت النظر، وهل كان الإعلان المشؤوم وسيلةً لا أكثر لجذب التعليقات السلبية، والمقالات الناقدة والمتهكّمة؟ حيث هناك مقولة في عالم التسويق بأن "لا يوجد شيء اسمه دعاية سيئة" ويقال أيضاً "عدم وجود الدعاية هو دعاية سيئة"، "No publicity is bad publicity".