أخبرني أحد الأطباء عن حالة ظلّت عالقة في ذهنه لسنوات. كانت لمريضة في الثلاثينات من عمرها، تزور العيادة بشكل متكرر بأعراض جسدية لا تفسير عضوي لها: صداع مزمن، دوخة، وألم مبهم في البطن. بدا واضحًا للطبيب أن شيئًا خلف هذه الشكاوى، لكن المريضة كانت متحفّظة، ترد بإجابات قصيرة، وتحرص على مغادرة العيادة سريعًا. في إحدى المرات، لاحظ كدمة خفيفة على ذراعها، وعندما سأل، أجابت أنها نتيجة "سقطة بسيطة". لكن نظراتها المرتبكة وتجنّبها التواصل البصري كانت تقول شيئًا مختلفًا.

قرر الطبيب ألّا يضغط، فغيّر أسلوبه تدريجيًا: طرح أسئلة بعناية، وحرص على خلق مساحة آمنة بدلًا من المطالبة باعتراف. مع الوقت، بدأت المريضة تتحدث، واكتشف أنها تعاني من تعنيف منزلي مستمر. الطبيب وثّق ما سمعه، وأحال الحالة بسرية إلى وحدة الحماية الاجتماعية، مقدمًا الدعم دون أن يضعها في مواجهة مباشرة مع الخطر. يقول هذا الطبيب إن اللحظة الفاصلة كانت حين شعرت بأنها لن تُدان لو تحدثت. وهنا يُطرح سؤال، لو كنت طبيبًا فكيف تبني ثقة تسمح لمن يتألم بصمت أن يرى في الطبيب بداية للنجاة؟

أتطلع لسماع الآراء من الجميع، سواء له علاقة بالمجال الطبي أو بعيد عنه.

وماذا عن آراء الأطباء هنا كذلك؟ أتطلع لقراءة تعليقات حضراتكما.

@Yassen_Hassan

@ErinyNabil