هارا هاتشي بو | تقنية يابانية تدعو إلى التوقف عن الأكل عند الشبع بنسبة 80%

ينصح دائمًا أطباء التغذية بعدم الانتظار لمرحلة الجوع الشديدة لتناول الطعام (وخصوصًا لمن يتبعون حمية غذائية للتخسيس) والسبب هو أن الشخص غالبًا سيتناول بشره كل ما هو غير صحي لأنه في مرحلة جوع شديدة ولا يستطيع مقاومة شهواته، على عكس ما يحدث لو أن هناك مواعيد ثابتة للوجبات، هنا لن يكون هناك حاجة لمقاومة الرغبات بنفس الأسلوب، بل سيكون هناك أساليب صحية أكثر في تناول الطعام بكميات مناسبة على فترات محددة، وهذا بدوره سينعكس على نقطة الوصول للشبع، لأن الشخص سيكون قد تعود على كميات محددة في كل وجبة لذلك شعوره بالشبع سيتغير مع نظامه الغذائي، لذلك في رأيي الالتزام بوجبات في مواعيد محددة هو أفضل أسلوب لتحسين الصحة الجسدية والذهنية أولًا وثانيًا ضبط الشعور بالجوع والشبع.

هذا الموضوع جاء في وقته بصراحة فقد مررنا للتو بموسمين مرتبطين لدينا بشكل ما بالطعام وبالافراط فيه في بعض الأحيان، لكن في رمضان هذا بالنسبة لي كنت كثيرًا ما أجد نفسي بعد تناول وجبة دسمة أو تناول الطعام حتى الشبع أشعر بهبوط، لهذا حرصت بعدها أن أتناول وجبتي بالتدريج وبشكل متقطع وكان هذا مناسب لي أكثر فأعتقد أن كل منا عليه أن يحاول فهم جسده جيدا حتى يصل لعادات الأكل المريحة أكثر له.

منذ الصغر كان يقال لي يجب عليك انهاء طبقك من الطعام وتكتفي به، حيث كانت والدتي تضع في الطبق ما يكفي الشخص بدون زيادة مفرطة وأحيانا كنت لا أشبع فكانت تقول لا بأس ستشعر بالشبع بعض قليل، وطول حياتي أمشي بهذا المبدأ ان أضع في الطبق ما يكفي أكله حتى أن بعض الناس يستغربون أنني لا أطلب أكل كثير في حالة العزومات أو الأكل خارج المنزل فقد تعودت أن أكل ما يكفي حيث استطيع مباشرة حياتي بخفة بعد الأكل عن طريق الاحساس بالشبع من الأكل القليل. ووجدت فيما بعد أن هذه هي الطريقة الصحية حتى لا تشعر بالخمول بعد الأكل وفي نفس الوقت لا يكون لدي شراها في الأكل وحتى لو كنت جائعا جدا فأكتفي بالأكل القليل الذي يفيد جسدي.

أثناء تناول الطعام أحرص على إتباع أسلوب "الأكل اليقظ أو الواعي" ففي الكثير من الأحيان يتناول الفرد منا طعامه وهو مُنشَغِل بأشياء أخرى كمشاهدة التلفاز أو اللعب أو حتى قيادة سيارته، وفي هذه الأحيان لا يُدرك كم الطعام الذي يتناوله وفي نفس الوقت لا يستمتع به ولا يمضغه على أفضل نحو، لذا يساعدني أسلوب الأكل اليقظ على الانتباه التام لما أتناوله من أطعمة ومكوناتها وعدد سعراتها الحرارية، فأتجنب الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة وتؤدي إلى السمنة وأحرص على تناول الأطعمة الصحية، كما يتضمن هذا الأسلوب التركيز مع المشاعر والأفكار والوعي باللحظة التي أتناول فيها الطعام بعيدًا عن أي أمر آخر، ويشمل أسلوب الأكل اليقظ أيضًا الانتباه إلى الطعام الذي أشتريه وطريقة إعداده.