الصداع النصفي هو ثاني أكثر الاضطرابات المعيقة لحياة أصحابها، ويعانيه أكثر من مليار إنسان حول العالم، وهو أكثر حدوثًا في السيدات عن الرجال، مثلًا واحدة من كل 5 سيدات تعاني آلام الصداع النصفي بشكل مستمر بسبب التغيرات المستمرة في الهرمونات الجنسية وخصوصًا الإستروجين، وذلك لتأثيره على نسبة السيروتونين (الناقل العصبي المسؤول عن تحفيز النهايات العصبية وتدفق الدم في الأوعية ومن هنا يبدأ تحفيز مسار الألم (شرح مختصر فقط)، ولكن يبقى السؤال لماذا لا يتعاطف بعض الأطباء مع هذا الاضطراب العصبي وتهميش أعراضه أحيانًا أو وصف بعض المسكنات فقط لتسكين الشعور بالألم؟

أعتقد أن جميعنا مر بأعراض الصداع النصفي ولو مرة واحدة في حياته، ونعرف جيدًا أن آلامه مرهقة جدًا وتزداد إذا قمنا بأي نشاط جسدي والحل الوحيد يكون بالمكوث في مكان مظلم وعدم فعل أي شيء حتى تنتهي النوبة، أعراضه الأساسية تأتي على مراحل، الأولى هي مرحلة البداية وتسبق النوبة  بعدة أيام وتكون أعراضها شرب ماء بكثرة، تناول الطعام بشراهة، كثرة التثاؤب، ثم تأتي مرحلة الأورة أو الهالة، وهنا نشعر بخلل في رؤيتنا أو أن هناك بقع مظلمة تظهر أمامنا فجأة وتزداد لمدة عشر دقائق، مع بعض الشعور بالتنميل في جزء من الجسم، وبعض الناس قد تشعر بفقدان القدرة على التحدث وخلل في الادراك ( ملحوظة هامة في حالة الشعور المفاجئ بتيبس الرقبة أو فقدان الكلام وتنميل في جزء كامل من الجسم، فاستشر الطبيب فورًا لأن الصداع النصفي يعتبر أحد عوامل الخطر لحدوث سكتات دماغية)، ثم تأتي مرحلة نوبة الصداع، مع العلم أننا لا نعاني جميعنا نفس الآلام قد تكون خفيفة أو نابضة أو تشعر وكأنها مثل الوخز أو حتى لا نشعر بأي صداع مطلقًا.

أسباب الصداع النصفي غير معروفة حتى الآن ولكنها تتراوح ما بين عوامل جينية وبيئية ونفسية، كالتعرض للضغط والتوتر، اضطرابات القلق والاكتئاب، عدم تناول وجبات الطعام والجوع لفترة طويلة وأخيرًا اضطرابات النوم، وبالنسبة للمدخنين فالأعراض تكون أكثر إيلامًا.

هل مررتوا بنوبات صداع نصفي من قبل؟ وكيف تتعاملون معها؟ وهل جربتوا روتين منزلي قبلًا للسيطرة على أي أمر قد يحفز بدء النوبة؟