"فرط التفكير لن يكون مجرد صدع في رأسك، بل طريقك للانتحار حتمًا، توقف عن ذلك " عبارات قالها الروائي الروسي المشهور ”فيودور ديستوفيسكي“ من كلامه نفهم ان التفكير المفرط في اي مجال من مجالات حياتنا اليومية دون مراعاة وإعطاء الراحة اللازمة للإنسان فهذا يُسبب له ضغطا نفسي وتوترا يمنع الفرد من القيام بوظائفه ويحدث ذلك بسبب تراكم هذه الجُهود ، فمنها ما هو جيد يُساعد على إنجاز المهام وتحقيق الأهداف " كالتفكير الابداعي والصمود وقت الصدمات " ومنها ما هو سلبي " سيئ" كصعوبة في اداء المهام نتيجه تراكم الضغوطات وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية وبروز اعراض كالقلق والغضب والتعرق والصداع والتنفس السريع ، هناك مثال قد يوضح لنا خطورة الضغط النفسي وانعكاسه على الجسد ، فقد لاحظ العالم ” ابن سينا “ العلاقة بين الضغط النفسي والوضع الجسدي، فوضع خاروف وذئب تحت التجربة ربطهما بحيث يكونا أمام بعضهما البعض بحيث لا يستطيع الذئب الاقتراب من الخروف، وذلك لجعل الخاروف في حالة خوف ورعب بعد عدة أيام من ذلك توفي الخاروف ، ونستنتج من هذه التجربهة التي قام بها "ابن سينا " ان الضغط النفسي وإنعكاسه على الجسد قد يؤدي بصاحبه الى الهلاك ونجد اليوم العديد من هذه الحالات فنسمع ان هناك من يموت بسبب سكتة قلبية في حدوث صراع او مناوشات فلا يستطيع الطرف التقبل فيخزن تلك المشاعر السلبية في جوفه وهي بدورها تؤدي الى تدهوره حاله ، وهو بطبيعه الحال يؤدي الى والارهاق والتعب وصعوبه في اتخاذ القرارات والنسيان وصعوبة التركيز ، وكما خلق الله الداء خلق معه الدواء فهناك العديد من الإستراتيجيات التي يمكن القيام بها للوقوف في وجه هذه الضغوطات وخاصة ونحن الان نعيش في في عصر السرعة والتوتر ، فيجب على كل من يعاني من هذا الضغوطات ان يقوم بممارسة الرياضة والتنفس العميق فكلما زاد النشاط البدني إزدادت بالمقابل نسبة السعادة وذلك لإن الجسم يقوم بافراز هرمون "الاندروفين " و" الدوبامين " لأنهم يجعلون الشخص المصاب يشعر بالنشاط والبهجة والسعادة والإرتياح والتأمل الذاتي الجيد والتفكير بشكل عام ويخفف من هرمون "الكروتيزول" الذي يتسبب في ضغط الدم و ومشاكل النوم والتأثير السلبي على المزاج ، بالاضافه الى تجنب العادات الغير صحية في في المأكل والمشرب "الكافيين ( القهوة والشاي)  والكحول والافراط في الطعام " ، التسلية والخروج مع الاصدقاء او العائلة والتواصل مع الاخرين وتكوين روابط اجتماعية فهو سبيل جيد للتخفيف الضغط ، ولا ننسى ايضاً دور الأسرة في مساندة وتقديم الدعم وتخفيف الضغط بالمساندة و المؤازرة ، ومن الاسترتجيات نجد دور فرائض العبادة فنحن كمسلمين الصلاة لها أثر نفسي كبير في تخفيف الضغوطات ولذلك يقول "إليكسيس كارليل" الحائز على جائزة نوبل في الطب في كلامه عن فوائدها : "إنها تحدث نشاطا عجيبا في أجهزة الجسم وأعضائه، بل هي أعظم مولد للنشاط عرف إلى يومنا هذا، وقد رأيت كثيرا من المرضى الذين أخفقت العقاقير في علاجهم كيف تدخلت الصلاة فأبرأتهم تماما من عللهم ! " وللسجود ودعاء ومناجاة الله عزوجل دور عميق في إزالة القلق من نفس المسلم، حيث يشعر بهدوء وسكينة تقطن قلبه . 

بقلم : حدبي رابح اسلام