هل فن التلاعب بالعقل البشري هو مجرد فكرة عابرة أم أن له وجودًا حقيقيًا وتأثيرًا على حياتنا؟

نعم أعتقد أني كثيرًا ما شعرت أنني مجبر لفعل أشياء معينة أحيانًا بسبب أشخاص يستغلون مكانتهم لدي لذلك لا يكون لدي الفرصة لقول لا وآخرى بسبب حبي لشخص بعينه بالرغم أنها علاقة سامة لذلك أنا أكره هذا النوع من العلاقات.

هل سبق لك أن شعرت أنك تميل لاتخاذ قرارات معينة بناءً على تأثيرات خارجية؟ وكيف نحمي أنفسنا من الوقوع ضحية لتلاعب العقول؟

أعتقد أن أهم خطوة للحماية من التلاعب هي زيادة الوعي بأنواع مختلفة من التلاعب وكيف يمكن أن يحدث ذلك بالإضافة إلى تجنب العواطف الزائدة.

فن التلاعب بالعقل هو فعلاً موضوع معقد ومثير للاهتمام. يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية وإيجابية على الأفراد والمجتمعات. بالنسبة لي، أعتقد أنه من المهم أن نكون واعين لطريقة تفكيرنا وسلوكنا وأن نتساءل دائمًا عن الدوافع والأهداف وراء الرسائل التي نتلقاها من الآخرين. كما أنه من المهم أن نحافظ على ثقتنا بأنفسنا وأن نحترم رأينا الخاص وأن نستمع إلى حدسنا. وأظن أن هذا الفن يستخدم في مختلف المجالات والمواقف، سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية. وأظن أن هذا الفن يستهدف الضعفاء والغافلين.

لقد تعرضت لفن التلاعب بالعقول في علاقتي السابقة مع صديقتي المقربة، التي كانت تستخدم تقنيات مختلفة للسيطرة على تصرفاتي وقراراتي. كانت تستغل حبي وثقتي بها لإجباري على فعل ما تريد، وكانت تستخدم الإطراء والإغراء والإلحاح لإقناعي بأشياء لا أرغب فيها. كانت تستخدم اللوم والشك والانتقاد لإثارة شعوري بالذنب والخوف والحزن.

لقد شعرت بالضياع والحيرة والألم في تلك العلاقة، ولم أكن أدرك حجم التأثير السلبي الذي كانت تمارسه عليّ حتى انتهت تلك العلاقة. لقد تأثرت نفسيتي وثقتي بنفسي بشدة، وأصبحت أشك في قدراتي وإمكاناتي. لقد استغرق مني وقتًا طويلًا لأستعيد حياتي من جديد، ولأتخلص من آثار تلك التجربة المؤلمة.

ولذلك، أظن أنه من المهم جدًا أن نحمي أنفسنا من فن التلاعب بالعقول، وأن نتعلم كيف نواجهه بشجاعة وحكمة. وهناك بعض الطرق التي تساعد على ذلك، مثل:

• التوعية: يجب علينا أن نكون مدركين لطبيعة هذا الفن، وأساليبه، وأهدافه، وآثاره. يجب علينا أن نتعرف على العلامات والمؤشرات التي تدل على أننا نتعرض للتلاعب، مثل الشعور بالضغط أو الإجبار أو الخوف أو الذنب أو الحزن.
• الثقة: يجب علينا أن نثق بأنفسنا وبقدراتنا وبإمكاناتنا. يجب علينا أن نحترم إرادتنا ومشاعرنا وقراراتنا. يجب علينا أن نكون واثقين من آرائنا ومواقفنا وأهدافنا. يجب علينا ألا نسمح لأحد بأن يهيننا أو يستخف بنا أو يستغلنا.
• الحدود: يجب علينا أن نحدد حدودًا واضحة لأنفسنا وللآخرين. يجب علينا أن نعرف ما نريده وما لا نريده، وما نقبله وما لا نقبله، وما نستطيعه وما لا نستطيعه. يجب علينا أن نكون قادرين على قول "لا" عندما نشعر بأن شيئًا ما لا يتوافق مع مصالحنا أو قيمنا.
• الدعم: يجب علينا أن نطلب الدعم من الأشخاص الذين نثق بهم والذين يحبوننا ويهتمون بنا. يجب علينا ألا نخجل من طلب المساعدة أو الإرشاد أو الإستشارة من الأصدقاء أو الأسرة أو المحترفين. يجب علينا ألا نعزل أنفسنا عن الآخرين.

فن التلاعب بالعقول والقدره على التوجيه النفسي موجود بالتأكيد، ومن يستطيع اتقانه على الآخر فلن يظن أنه يفعل شيئًا دوناً عن إرادته أبداً. وأغلب الظن أن الجميع تعرض لهذا النوع من التلاعب من قبل حبيب عاطفي أو قريب أو صديق مقرب، وأغلبنا استخدمه من أجل تحقيق مصلحة لدى شخص آخر.

 فن التلاعب بالعقول يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية كـ تحفيز بعض الأشخاص، إلا أن هذه الأساليب تستخدم بطرق سلبية جمة بغرض تحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين مما يعرض صاحبه للأذى بكل تأكيد.

ولفظ التلاعب يجب تخصيصه حصراً على اؤلئك الذين يوظفونه على وعي بمراحله وبتخطيط مسبق لصالحهم فقط مهما كانت النتائج إيجابية بالنسة للمتلاعب به،

ويتعلق فن التلاعب بالعقول بالقدرة على الإقناع بل يعتمد عليه إعتماد كامل، إلا أن الإقناع يستخدم لأسباب أسمى من التلاعب الذي يهدف لتحقيق المصالح الشخصية.

وفي هذا الصدد هل سبق لك أن شعرت أنك تميل لاتخاذ قرارات معينة بناءً على تأثيرات خارجية؟

من منا لم يقع ضحية هذا الشعور، غالباً ما نكون ميالين لإتخاذ قرارات وعندما نفكر بعمق نجد أنفسنا مكرهين أصلاً على إتخاذها بناءاً مؤثرات خارجية من الأشخاص المؤرين حولنا

كيف نحمي أنفسنا من الوقوع ضحية لتلاعب العقول؟

بتكوين المبادئ الخاصة والوقوف عليها وعدم الإنقياد نتيجة العواطف أو النفوذ أو القرابات