يقولون إن إظهار المشاعر ضعف، وإنه علينا أن نقاوم ذلك بكل ما أوتينا من قوة. يخبروننا أيضًا بألا نبكي أمام الآخرين، وإن من الأفضل البكاء بمفردنا داخل غرفتنا حتى لا يطّلع أحد على ضعفنا. 

ما السيء في عيش مشاعرنا بكل صراحة؟ 

قد يرى البعض إن إظهار المشاعر قد يجعل الشخص عُرضة للاستغلال من الأشخاص حوله؛ فكثيرون هم من يتقنون استغلال مشاعر البشر. أو قد يجعلهم يرونه شخصًا ضعيفًا متخاذلًا. 

ولكننا بشر، والمشاعر جزءٌ متأصل فينا وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها أو الهرب منها. قد نزعم بأننا أقوياء طيلة الوقت ونعمل جاهدين على مخالفة فطرتنا فنمتنع عن طلب المساعدة من الآخرين أو الاعتراف بالحزن حتى أمام أنفسنا. ولكن هذا يبقى هَرَبًا قد يجعلنا نعمى عن أوجه ضعفنا ولا ندركها جيدا. 

قد نتجاهل حدثًا أو موقفًا أثر فينا فنكتم مشاعرَ كان يجب أن تُعاش في لحظتها، ليأتي بعده موقفٌ آخر نراكم مشاعره على التي سبقتها، وهكذا ندور في حلقة مفرغة. 

والحقيقة أنّ إظهار مشاعرنا -التي عودونا أنها ضعف- قد يكون فرصة فرصة لكشف المخاوف الفعلية التي نتجنب مواجهتها واضعين عليها غطاء القوة والثبات الهشين في كثير من الأحيان. ولا أعرف صراحةً متى كان علينا أن نتحول إلى جمادات أو روبوتات! 

وأنت يا صديقي ماذا عنك؟ هل تهرب من ضعفك أم تعيش متصالحًا معه؟