مما لا شك فيه أن العلم يتطور يومًا بعد يوم، وأن اهتمام العلماء أصبح موجهًا نحو الأمراض الشائعة ومنها مرض الفُصال العظمي، فقد وجد أنه يصيب ما يقرب من ٨٠٪ من الأشخاص كبار السن التي تتراوح أعمارهم (من ٥٥ عامًا فما فوق).

قد يؤدي تآكل المفاصل إلى التهاب الغضروف، وتطور التهاب المفاصل، لذلك أخيرًا وجد العلماء علاجًا محتملًا لمحاربة هذا الالتهاب، وهو يتمثل في UF Scripps Biomedical Research.

عزيزي القارئ لنتفهم أكثر هذه الدراسة وأهدافها المحتملة هيا نعرف بدايةً ما المراد بالفُصال العظمي؟

ما الفُصال العظمي؟

هو أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، ويشير إلى وجود تغيُّرات حيوية داخل المفصل، ويُعرف أيضًا باسم مرض المفاصل التنكسية، وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل التنكسية.

يتطور مرض الفُصال العظمي ببطء مع تقدم العمر، ويتسبب في حدوث تغيُّرات في العظام، أو تدهور الأوتار والأربطة، وربما انهيار الغضروف؛ مما يؤدي إلى ألم وتقدم وتشوه في المفصل.

ما الذي اكتشفه العلماء لعلاج الفُصال العظمي؟

 نُشرت يوم الخميس الموافق ١٣ من أكتوبر ٢٠٢٢ دراسة علمية في مجلة PLOS One وصف بها عالم الكيمياء الحيوية باتريك جريفين Patrick Griffin، وزميله دكتور ميرا تشانغ Mi Ra Chang بروتين معين هو المسؤول عن إدارة الأنشطة داخل الخلايا الغضروفية (هي نوع من الخلايا الحرجة التي تحافظ على وجود الغضروف الصحي في المفاصل).

تبدأ الخلايا الغضروفية في الفشل مع تقدم بعض الأشخاص في العمر، ومع الإجهاد أيضًا، ثم وجد فريق UF Scripps أن تنشيط بروتين معين في هذه الخلايا يُسمى "ROR β" قد يُعيد العوامل المتعددة اللازمة للمفاصل الملساء إلى مستويات صحية" مما يساعد على السيطرة على الالتهاب.

قال جريفين (أستاذ الطب الجزيئي والمدير العلمي لأبحاث UF Scripps الطبية الحيوية): إن تنشيط هذا البروتين يُقدم استراتيجية جديدة لمنع أو تأخير تطور مرض التهاب المفاصل التنكسي، بالإضافة إلى أن الناس بحاجة إلى دواء جديد لعلاج الفصال العظمي (أي علاج السبب الجذري لتلف الغضروف).

ملحوظة: "ROR β" هو اختصار لمستقبلات بيتا المرتبطة بحمض الريتينويك retinoic acid، فهو نوع من البروتينات يسمى المستقبِل النووي، حيث تتقلب الجينات بين فترات من النشاط والخمول في خلايا أجسامنا، وعندما ترتبط المستقبلات النووية بالحمض النووي فإنه يُنشِّط عمل الخلية في نسخ الجينات إلى بروتينات.

لقد رُبط بروتين RORβ بتطور شبكية العين أثناء نمو الجنين، كما أنها قد تؤثر على إيقاعات الساعة البيولوجية من خلال التحكم في الجينات، ولكن بالرغم من ذلك فإن دورها في الحفاظ على صحة الغضاريف لم يكن واضحًا.

درس جريفين أسباب أمراض العظام لعدة سنوات وركز على تأثير بروتين RORβ، وقد أظهر البعض ارتباطًا بين نشاط المستقبِل وفقدان العظام" لذلك بدأ هو وزميله تشانغ في دراسته بصورة أفضل.

قال تشانغ: " كان برنامج الجينات عن طريق زيادة نشاط بروتين RORβ مفيدًا جدًا لتكوين الخلايا الغضروفية، ومضادات الالتهاب والحماية من تدهور الغضروف.

قال جريفين: "تفيد هذه الدراسة المزيد حول الآلية التي يؤثر بها بروتين RORβ على الخلايا الغضروفية، وإضعاف الإشارات الالتهابية التي تؤدي إلى تدمير الغضروف.

علاج الفُصال العظمي حاليًا

يعتمد نوع العلاج على شدة الأعراض، وموقعها، ويساعد تغيُّر نمط الحياة، والعلاجات المنزلية على تخفيف الألم، والتورم، ومن هذه العلاجات:

  • الأدوية

تساعد أنواع مختلفة من الأدوية علي العلاج، وتقليل الألم، ومنها: المسكنات الموضعية، والمسكنات الفموية، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

  • التمارين الرياضية.
  • الكمادات الساخنة والباردة.
  • العلاج الطبيعي.
  • فقدان الوزن (في حالة زيادة الوزن).
  • الأكل الصحي وإدارة مرض السكري والكوليسترول.
  • علاجات الطب التكميلي والبديل مثل: الفيتامينات والمكملات الغذائية.
  • الأجهزة الداعمة مثل الدعامات أو تقويم العظام أو حشوات الأحذية أو العصا أو المشاية.
  • علاجات الحقن داخل المفصل.

قد تكون الجراحة مفيدة في تخفيف الألم عندما تكون العلاجات الطبية الأخرى غير فعالة.تهدف هذه العلاجات إلى:

  • تقليل آلام المفاصل وتيبسها.
  • تحسين الحركة والوظيفة.

ملحوظة: يعتمد نوع نظام العلاج على العديد من العوامل، منها العمر، والصحة العامة، وشدة الحالة، وأيضًا المهنة.

أخيرًا عزيزي القارئ نأمل أن تؤتي هذه الدراسة ثمارها، ويتطور هذا العلاج للقضاء على مرض الفُصال العظمي، وينجح في شفاء الكثير من الأشخاص الذين في حاجة إليه في المستقبل القريب.

المصدر: <a href="

"> sehasky </a>

medicalexpress