سألني أحد الأعضاء هُنا عن الكيفية التي أحكم بها على جودة الكتاب/الرواية، وهل هو جيد ويستحق وقتي أم لا.. وعليه سأخذك الآن في رحلة قصيرة إلى عالم الكتاب الساحر لنختار أجود ما فيه.

في البداية، قراءة أفضل الكتب/الروايات بتمعن شيء، وقتل الوقت بالقراءة السطحية شيء آخر.. وهناك مثل غربي يقول: «لا تحكم على الكتاب من غِلافه»، وهو ما يتناقض تمامًا مع المثل الشعبي المصري المعروف: «الكتاب يبان من عنوانه». لكني أميل للمثل الغربي.

فأحيانًا تكون الأغلفة والعناوين واسماء المؤلفين عليها براقة، لكن المحتوى الداخلي هزيل وضعيف؛ لذلك يجب ألا تكون العناوين البراقة الموجودة على أغلفة الكتب أو كلمات مثل «الكتاب الأكثر مبيعًا»، هي معيار الحكم على الكتاب.

لكنك لو سألتني عن معيار الرواية الجيدة بالنسبة لي، سأجيبك على الفور بأنها الرواية التي تلقي بحجر في بركة أفكاري الراكدة، فتحيلها إلى بركان ثائر من الأفكار.. الرواية التي أبقى أسيرة لأفكارها وأحداثها لأيام بعد أنتهائي منها.

الرواية التي أحزن على أنتهائي سريعًا منها لرغبتي في معايشة أبطالها لفترة أطول.. الرواية التي ألتهمها سريعًا ولا أتركها من يدي دون أتمامها.. الرواية المكتوبة بلغة رصينة وبديعة فتعمل على توسيع المفردات اللغوية، وتحسين القدرة على التعبير اللغوي والكتابي، فتحسن مستوى اللغة عندي.

الرواية التي تحفز الخيال عندي، فتجعلني أتخيل وأتصور شكل الأبطال والأماكن التي تدور فيها الأحداث.. هكذا هى الرواية الجيدة بالنسبة لي.

أما عن الكتب (غير الروائية) فالجيد منها هو الذي يضيف لحصيلة معلوماتي، ويناسب مقدار فهمي حتى لو كان كتاب تبسيطي للنشء، طالما أنه يقدم معلومة لم تمرّ أمامي سابقًا، ويشرحها بطريقة سهلة بلغة مبسطة بعيدًا عن التعقيد، فهو كتاب جيد.

الكتاب الذي يعرض أمامي حضارات سابقة وقراءة لتجارب أمم سابقة وعلماء وحكماء، فكل كتاب جيد هو خبرة جديدة أعيشها.


إلى هذا الحد وجوب السؤال: كيف تحكم أنت على جودة كتاب/رواية ما؟! أخبرنا عن معيارك الخاص...