بمقدور التكنولوجيا انهاء الفقر في العالم في شهور قليلة
عندما ينقطع التيار الكهربائي يتذمر الناس في العادة و يظهرن استياء من ذلك. وعندما يصبح انقطاع الكهرباء ظاهرة على صعيد الدولة يتحول التذمر الى استياء شعبي.
الكهرباء هو اكتشاف علمي حديث لم يكن متوفرا حتى اجيال قريبة ولكنه تحول الى حاجة و احدى ضرورات الحياة الاساسية لانها تقدم حلول مهمة للكثير من المشاكل التي كانت لدينا في السابق مثل الانارة و الطبخ و التبريد و التدفئة و تسيير العشرات من الاجهزة المنزلية و الالكترونية مما يسهل حياتنا و يجعلنا نتمتع بامتيازات لم تمتلكها الاجيال السابقة للبشر.
حسنا اذا كانت تكنولوجيا مثل الكهرباء تقدم حلول لمشاكل البشر حتى اصبحت ضرورة حياتية فان الخبر الجديد هو اننا لدينا الكثير من المشاكل الاخرى التي تتوفر حلول تكنولوجية لها و لا نقوم بها, و تمر برغم ذلك دون اي اعتراض. اذا كان الكهرباء ضروري لانارة المنزل فان تكنولوجيا البناء الجاهز بمقدوره حل مشكلة السكن و تكنولوجيا الزراعة المائية و العمودية بمقدورها مع تكنولوجيا البناء الجاهز انهاء مشكلة الفقر و الجوع مرة واحدة.
نحن نرى في يومنا هذا تظاهرات تخرج للمطالبة بتوفير الكهرباء لحل بعض مشاكلنا و هي مؤشرات على ادراكنا باهمية التكنولوجيا في حياتنا و لكننا لا نرى بالمقابل مطالبات شبيهة لتوفير الغذاء و المسكن و لانهاء الفقر باستخدام التكنولوجيا.
ان هذا يحدث في الغالب بسبب الاوهام السائدة لدى البشر بان طريقتنا في الحياة و نظام البيع و الربح و النقود هو نظام ازلي و قانون للحياة لا ينبغي تغييره باتجاه ازالة العوائق امام استخدام و تطبيق التكنولوجيا مباشرة في تحسين حياة البشر. ان بمقدورنا دفع فاتورة الكهرباء ولو كانت الفاتورة اعلى من قدرة العامة على دفعها لكان استخدام هذا المكتشف الضروري قد اقتصر على الاغنياء مثله مثل حق السكن في منازل لائقة بالحياة في يومنا التي يتمتع بها الاغنياء فقط.
ان عدم قدرتنا على استخدام التكنولوجيا لتحقيق اعلى مستويات المعيشة للبشر كافة يرتبط مباشرة بالاوهام السائدة التي تقول باننا اذا لم ندفع لا يحق لنا استخدام الشئ و باننا نعيش بالمستوى الذي يتيحه لنا النقود التي لدينا و ليس بالمستوى التي بامكان التكنولوجيا ان تتيحه لنا. وهذا هو سبب عدم قدرتنا على اعادة بناء نظامنا الاجتماعي بما يجعل الانسان هدفا له بدلا من الربح و النقود. فالنظام الاجتماعي الحالي ليس قائم بسبب مجموعة من الاشرار و الاثرياء الذين في الحكم و الذين لا يتجاوز اعداهم واحد بالمئة من افراد المجتمع. فهؤلاء حتى اذا قاوموا التغيير يمكن ازاحتهم بجمعة واحدة اذا اقتنع نصف المجتمع بان بمقدورنا اقامة جنة على الارض لصالح الجميع ليس عن طريق سحق الاعداء الوهميين بل عن طريق تنظيم بيتنا من جديد و اقامة طريقة جديدة للحياة.
المصدر: زايتجايست العربية.
التعليقات