مرآة نفسي:

عام ذهب وعام يأتي بكلّ ما فيه من خبايا وبواطن ومفاجأت، مع مجيء هذا وذهاب ذاك أبقى أنا أنظر إلى نفسي في المرآة، لأرى فيها آلاف الصّور المخبّأة خلف صورتي المنعكسة، أجل فأنا أرى تعسّر أحوالي تارة، وتشتّت أفكاري تارةً أخرى،أرى حزني كما أرى فرحي، بل وأرى كلّ المتناقضات الّتي في داخلي، وأصبحت دموعي كثيفة وكلماتي مبعثرةً وثقيلة على لساني، ثمّة ما يمنعني من الكلام، ليتني أستطيع البوح بها !! إلّا أنّ هناك شيئًا ما في داخلي يمسك زمام أموري، من هذا؟؟ هذا السّبب المانع لا بدّ أن أتمرد عليه الآن، لآنّه مانعي أن أنتهز الفرص بالشكل المطلوب، وفجأة!! ودون سابق إنذار، خرجت من القوقعة التي وضعت نفسي بداخلها، خرجت على كلّ ما كان مكبوتًا، ممّا كان نتيجة الأوضاع المحيطة بي، ولم أعد أحتمل ضياع الفرص، واستطعت إطلاق مكنونات ما في داخلي، وحققت أعظم الأهداف، وطوّعتُ الفرص لصالحي بالشكل المناسب.

ومن هنا فإنّ العتاب نوعان: عتابك لنفسك، وعتابك لصديقٍ غالٍ عليك، وقد يكون العتاب إيجابيًّا لتطوير نفسك، ورفع شأنها إذا اُستُغِلَّ العتاب بالشّكل الصّحيح، ولتصبح شخصًا ناجحًا، وحتّى لا تندم في المستقبل على ما أضعت في السّابق، وينبغي أن يكون العتاب إيجابيًّا بقصد التطوير وليس التجريح، حتى يصبح لديه دافع لتحقيق ما لديه من طموح وآمال وليس لتجريح المشاعر وكسرها وهنا يصبح صعوبة في تقبل النصيحة واصراره على اعتقاداته