أكتب موضوعًا تعبيريًّا
بدأت قصتي حين كنت على رف مخبزة ،رائحتي زكية و ساخن ، وضعوني في صندوق ،وضعني الموزع أمام دكان ثم تركني و مضى في حال سبيله،بدأت أبرد ،لكن دفء زملائي أمدني بشحنة من الطاقة،جاء صاحب محل البقالة و أدخلني ثم كدسنا في وضع أفقي،كنت من الأسفل ،سيكون يوما طويلا،أشعر بالإختناق فقد نزل علي ثقل أصدقائي ،بدأ البائع البيع ،كل مرة يسحب رغيفين أو ثلاث ،فيخف الحمل من فوق ظهري،لم أقل لكم كيف هو شكلي،فأنا من نوع الباقات أشبه الخبز الإيطالي ،لست طويلا مثله و لا مدورا،سعري مئتي مليم ،فقط،من القمح،لا أشبه الخبز المصري أو الشامي ،حيث يجعلونه مدورا ورقيقا .مضى الوقت سريعا ،و تناقص عدد رفاقي ،ثم جائت إمرأة فإشترتني مع رفيق آخر ،ثم أخذتنا لمطبخها، وضعتنا فوق الطاولة،جاء إبنها فقطع مني قطعة ومرر عليها المربى ،أشعر بألم شديد ،تيبست أطرافي،ثم حل وقت الغداء فقطعوني إربا إربا...
في البدء كُنت حبه غرستها أيدي مزارع بسيط، فنبت سنبلة ذهبية جميلة يتباهي زارعها حسنها بين سائر أتراه، «هل بينكم من نبتت له نبتة كتلك؟» هكذا كان يردد متفاخرًا بي، وكسنبلة تلمع وتضوي في نور الشمس غير عابئة بمرور الأيام ترعرعت ونضجت أكثر، غير أن زارعي غدر بي يومًا بأن أقتلعني من جذوري، لأجد نفسي تحت حجر الرحا لا حول لي. ثم جاؤا بي إلى رجل قاسي القلب، رمى على الماء البارد في عز السقيع، وأخذ يضرب فيَّ يمينًا ويسارًا، ثم جاء بمطرقة وساواني كالأرض، ليقفز بي وسط النار لتحرقني بحرارتها، وهأناذ اسحق تحت أسنان ودروس تلك المرأة البديلة، التي حملوني إليها في كيس بلاستيكي خانق، ولا أعلم مصيري إلى أين.
قبل بضع أيام من وفاتي كنت في بيتي بين أخواتي سنبلة صفراء ذهبية في مزرعة جميلة شاسعة ، أستمتع كل يوم بأشعة شمس ساطعة و زقزقة عصافير بريئة أفيق كل صباح لأجد إخوتي بجانبي قد أفقن قبلي يضحكن و يتغازلن فيما بينهم وكذا يستمتعن ببرودة الماء الذي يسقينا به العم طارق صاحب المزرعة ، العم طارق رجل سيتيني ذو لحية بيضاء ، شخص خلوق يعاملنا نحن السنابل كبناته بل وأكثر ، كنا نحيا حياة سعيدة ، لكن الأمر لم يلبث طويلا حتى انقلبت الأمور و ذلك بعدما سمعنا رجل غريبا يساوم العم طارق لشراء المزرعة ، في البداية ظننا أن هناك خطبا بآذاننا فلم نصدق أن العم طارق سيتخلى عنا و لكن و بعد أيام قليلة أتى إلينما العم طارق ليعلمنا بخبر رحيلة بسبب ديون كانت عليه لم يجد حل لها سوى بيع المزرعة ، حزنا كثيرا على فراق العم طارق لكن حزننا تضاعف بعد أن اتى ذاك الشخص الغريب الى المزرعة كان اسمه سمير ، سمير كان رجلا أسوذا ذو شارب طويل و ذو ملامح عابسة لم يسبق لنا أن رأينا شخص مثله ، سمير لمن يكن شخصا طيب كالعم طارق فقد كان شخصا سيئا لا يسقينى سوى مرات معدودة ، لكن حزننا لم يتوقف عند مجيء سمير و معاملته السيئة لنا ، فبعد أيام من مجيئه سمعناه يتحدث مع شخص على أنه ستتم عملية حصادنا بعد يومين ، حصاد ؟ ، كيف و ماذ يعنى بحصادنا ؟ ، استغربنا الأمر فنحن لم نسمع من قبل بكلمة حصاد . مرت يومين ولم يأتي أحد إلينا ، ولكن صبيحة اليوم التالي آتى سمير و معه رجال غرباء يحملون مناجل لم يلبثوا دقائق حثى بدأو بقطف البعض من جدوره و قطع الآخرين ومن ثم وضعنا في أكياس مظلمة ليتم بعدها حملنا نحو مطحنة تم فيها طحننا و شحننا في أكياس وأخدنا إلى محلات تجارية لنعيش أسوء أيامنا هناك فبعد أن تم شحننا إلى تلك المحلات تم وضعنا في مستودعات مظلمة لبثنا فيها أيام إلى أن أتى ذاك اليوم الأسود الذي ظننا أنه يوم حريتنا ، بدأ الأمر عندما أتى أحد العاملين في المستودع ليحملنا نحو رجل قام بأخدنا إلا بيته ومن تم قامت زوجته بإخراجنا من الكيس وصب الماء علينا وبدأت بضربنا ضربا مبرحا لنتحول إلى عجينة و من تم إدخالنا فرنا لنتحول إلى خبز أكلنا زوجها أخيرا لتكن تلك آخر أيام حياتي أنا و أخواتي :)
التعليقات