كيف تتخيل حياتك في عمر الستين؟

حسب ما أرى تجارب من حولي، إن بارك الله لنا بالعمر لهذا السن، هو أنهم أصبحوا متفرغين، الأولاد تزوجوا، ولديهم فراغ كبير، لذا إن وصلت لهذا العمر سأحرص على وجود مشروع أتابعه، ولكن بدون مجهود كبير، شيء أجد به متعة وفائدة أكثر منه ربح، بحيث اشغل وقتي وأترك المساحة بنفس الوقت الأكبر للاعتناء بنفسي على مستوى الصحة البدنية والنفسية والترفيه

لا أتخيلها. لأنه ببساطة عندما كنت أتخيل حياتي قبل سنة من الآن لم أتوقع أي مما حدث حتى لو كان في تصوري الأشياء العامة المرتبطة مثلًا بالدراسة والطرق الموجودة مسبقًا. والواقع أنه عندما نتوقع فنحن نبني من النقطة التي نقف فيها الآن لكن الكثير من الأشياء تقع خارج حدود رؤيتنا. فمثلًا عندما كان يتخيل الناس في الثمانينات كيف هي الحياة في الألفية الجديدة كانوا يتخيلون سيارات المستقبل كتطوير على سيارات الثمانينات لكن لم يكن أحد يعلم أنه سيكون هناك شكل مختلف تمامًا خارج إدراكهم. بالنسبة لي لم أعد أهتم للأجزاء البعيدة فربما لا أعيش حتى للستين. لكن أفكر فقط في الخطوة القادمة وما الأشياء التي تقع تلك الخطوة جزء منها.

رغم ذلك. أكثر ما يخيفني في التقدم في العمر هو فكرة وفاة من حولك. سواء من الأهل والأقارب الذين سيتحيل بقاءهم عندما نصبح نحن في هذه الأعمار البعيدة وحتى الأصدقاء والمعارف ممن سوف نفقدهم في الطريق بالتأكيد حتى يفقدوننا.

لا يمكنني الرد على سؤال مقابلة العمل: كيف ترى نفسك بعد 10 سنين؟ فماذا عن عمر الستين! 😁

ولكن بشكل عام أتمنى وهذا مجرد تمني وتخيل أن أحافظ على جسدي قدر الإمكان مما يجعلني أتحرك بشكل جيد لأن عمر الستين ليس بهذا الكبر من الشيخوخة الأهم أن أحاول المحافظ على المشي قدر المستطاع، وأتمنى أن أعيش بعيدا عن أي ضوضاء في منزل هادئ في مدينة ساحلية، لأنني أشعر أن المدينة الساحلية تعطيك إحساس بتغيير الحياة وعدم بقائها على شكل واحد. كما أتمنى أن أحافظ على القراءة والكتابة.

عمر الستين 🤔 لا أعرف الحقيقة لكن أتمنى ألا يكون قد أنهكني المرض حينها وأن تكون حياتي مستقرة بشكل ما وألا أحتاج إلى مساعدة أحد سواء في حركتي أو وضعي المادي، هذا كل ما أتمناه بصراحة لا أكثر.

أتخيل بيتًا صغيرًا من طابقين فقط، وأجلس بحديقته الصغيرة المليئة بالزهور والنباتات العصارية والعطرية، أشرب الشاي قبل الغروب مع أسرتي، والأفضل إن كان المنزل بجوار البحر