أسعد الله أوقاتكم،
سأحكي المختصر المفيد..
أردت استغلال إجازة الصيف في شيء ينفعني مادياً و معنوياً، و بحكم أنني مصمم و مبرمج مواقع هناك الكثير لأتعلمه
إلا أنني أجيد تنفيذ أي طلب بفضل الله من طلبات الشركات و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التي تكون غالباً عبارة عن موقع بسيط (5-10) صفحات.
و أنفذه على برمجية الووردبريس أعشقها ..
و بحكم أنني في السعودية، فالبطبع سأراسل شركات مقرها هنا، و هذا ما قمت به..
توجهت إلى موقع "المركاز" و هو دليل النشاطات التجارية بالسعودية،
و كلما تصادفني فيه شركة ألمس منهم الجدية (من خلال البروفايل الشخصي الخاص بهم) أقوم بإضافة رقمهم و التواصل معهم عبر تطبيق (whatsapp)
بالفعل، أنهيت أول 100 رقم ثم توقفت.. و بدأت في إرسال العرض لهم..
كنت أحدث نفسي (هل يعقل من بين 100 شركة لا يوجد أحد يريد موقع!) و (تخيل أن الـ100 شركة كلهم يريدون مواقع)
هذا يعني أنك ستربح (100 ألف) ! لأن العرض كان 1000 ريال لكل موقع
و كنت أسبح في الأحلام و الطموحات و التوسع لأنها فطرة بشرية و شعرت بطاقة هائلة جعلتني أرسل العروض بوقت قياسي.
(1) في أول 100 شركة أصبت بالاحباط، إلا من شركتين تفاعلت معي و كدنا نتفق إلا أنهم أصروا على حضوري للمقر و أنا لا أستطيع السفر حالياً و هم في أقصى الشمال و أنا في الجنوب!
وجدت أصنافاً مختلفة، فمنهم من يقول أنه يرفض فكرة الانترنت! و منهم من يقول ان لديه موقع و عندما سألته عن الرابط قام بحظري! و منهم من يقول الموقع قيد التنفيذ.
قلت في نفسي لعل المشكلة بصيغة الاعلان، فغيرتها و عرضتها على زميل لي يعمل بالتسويق و أخبرني أنها جيدة.
(2) في الـ100 الثانية قمت بعمل نفس الشيء تماماً مع تغير صيغة الاعلان و الحفاظ على السعر، للأسف كانت النتيجة سلبية تماماً مثل الأولى، وجدت تفاعل نعم لكن دون اتفاق حقيقي.
(3) الـ100 الثالثة و الأخيرة، أردتها أن تكون مختلفة، فاستبدلت الشركات بالمكاتب العقارية، توجهت لعقار سيتي، و أخدت 100 رقم لمكاتب عقارية في السعودية، كانت صدمة كبيرة.......
أكثر من 10 مكاتب قالوها صراحة نحن لا نؤمن بفكرة الانترنت، و بعضهم يقول عندي موقع و البعض الآخر لا يرد على الرسالة.. و قسم كبير يقول لدينا تويتر و هذا كافي و مجاني!.. كان هناك بعض المتفاعلين أسئلة و استفسارات و لكن يبدو أنهم لم يتخذوا قرارهم بعد أتمنى أن يتخذوه قريباً قبل أن يحلّ بي مرض أو تصيبني أزمة قلبية،
فكلما أتذكر أنه لا يوجد (من بين 300 نشاط تجاري) لا يوجد أحد يريد موقع تعريفي له!!
ألوم نفسي أم المجتمع أم البيئة التي ما زالت لا تؤمن بأهمية التقنية، ولا يعرفون منها سوا تويتر و whatsapp و يوتيوب!
هذه حكايتي، أشكر استماعكم و انصاتكم، دامت لكم الافراح
التعليقات