لاحظت أن البعض من المستقلين اليوم يعتمدون على التعلم العشوائي للمهارات، أي أنهم يتنقلون بين مجالات مختلفة دون خطة محددة أو ترتيب حسب أهميتها في السوق. أرى أن هذا الأسلوب يمنح تنوع واسع ويُثري المعرفة، لكنه قد يشتت التركيز ويؤخر اكتساب خبرة حقيقية في المهارات الأساسية المطلوبة للعملاء. أحيانًا، تجد نفسك تعرف الكثير عن أشياء ثانوية لكن تفتقد العمق في ما يحتاجه السوق فعليًا، وهذا قد يؤثر على قدرتك على المنافسة بشكل فعّال. فهل التعلم العشوائي فعلاً طريقة مناسبة لتطوير نفسك، أم أنه قد يُضعف فرصك في التميز أمام العملاء؟
كيف يؤثر التعلم العشوائي للمهارات على قدرتك على المنافسة؟
كلامك يمس صلب التحديات التي يواجهها المستقلون اليوم. التنوع المعرفي مقابل التخصص العميق أيهما اهم؟
التنوع يمنح مرونة وقدرة على الربط بين المجالات المختلفة، وهي ميزة تنافسية لا يُستهان بها. لكن العميل لا يدفع ثمن التنويع غير المُتخصص، بل يدفع ثمن الخدمات وحلول مشكلات محددة بفاعلية وكفاءة.
ويبحث عن خبير يثق بقدرته على تسليم العمل بجودة عالية وفي الوقت المحدد. عندما تفتقر إلى العمق في مهارة أساسية ومطلوبة في السوق، فإنك تضع نفسك في خانة المبتدئ أو الهاوي، حتى لو كنت تعرف عدة مهارات أخرى بشكل سطحي.
بالضبط أحيانًا التركيز على اكتساب خبرة عميقة في مهارة واحدة مطلوبة بالسوق بيخلي المستقل يقدر يقدم حلول جاهزة وموثوقة للعملاء، بدل ما يكون عنده معرفة سطحية بعدة مهارات. التنوع مفيد للتوسع مستقبلاً، لكن البداية الصحيحة تكون بالعمق في الأساسيات اللي السوق محتاجها فعلاً.
أرى أن الأولوية للتركيز على مجالى الأساسى حتى أصل إلى العمق والاحتراف فى مجالى، ولكن لا بأس أن يكون لدى إهتمام ثانوى بمجال آخر يأخذ منى جهد ووقت بسيط لا يؤثر على مجالى الرئيسى، والأولى أن يكون هذا المجال الثانوى ذو علاقة بمجالى الرئيسى
أحيانًا التركيز الكامل على مجال واحد لا يقود إلى العمق بقدر ما يقود إلى العزلة المعرفية.
في مجالات كثيرة، العمق الحقيقي لا يأتي من الغوص أكثر في البئر نفسها، بل من وصلها بآبار أخرى. الاهتمام بمجالات أخرى قد يبدو تشتيتًا، لكنه في الواقع قد يكون ما يفتح أفقًا جديدًا داخل مجالك الأساسي نفسه، ويجعلك ترى ما لا يراه المتخصص المنغلق. ومن رأيي المعضلة بتبقى في اختيار المجال الأخر ده، هيوسع رؤيتي ويجعل نظرتي أشمل ولا لأ؟
لا أتفق تمامًا أن التعلم العشوائي يقلل من التميز، أحيانًا هو ما يمنح المستقل ميزة تنافسية فريدة!
العميل اليوم يقدّر من يفهم أكثر من جانب واحد في العمل — فكاتب المحتوى الذي يفهم في تحسين محركات البحث والتصميم مثلاً، قيمته أعلى.
ربما الفرق بين العشوائية والتكامل هو “النية والخطة”.
برأيكم، هل هناك فرق فعلاً بين من يتعلم بفضول عشوائي ومن يتعلم لتوسيع منظوره المهني؟
التعليقات