"العميل المثالي قد يكون أسوأ ما حدث لك" لأننا عندما نجد عميلًا متفهّمًا، يتفهم مواعيدنا، ولا يعقد الأمور، قد ننسى أنفسنا ونستسلم لراحة تبدو كملاذ آمن، وهذه الراحة تمنحنا راحة نفسية وجسدية، لكنها أحيانًا تخفف من حماسنا للتعلم وتطوير مهاراتنا، وتمنعنا من خوض تحديات جديدة ضرورية للنمو، يحتاج المستقل أحيانًا لمواجهة الصعاب للخروج من منطقة الراحة والوصول إلى أفضل نسخة من نفسه. شاركونا كيف يحافظ كل مستقل على التوازن بين راحته وتطوره في رحلته المهنية؟
العميل المثالي قد يكون أسوأ ما حدث لك"، فهل الراحة تقتل تطور المستقل؟
بصراحة، لا أرى في العميل المثالي أي خطر، بل أراه النموذج الذي يجب أن نتمسّك به ونسعى وراءه. لماذا نربط النمو والتاحترافية بالمعاناة؟ هل يجب أن أتأذى نفسيًا أو أستنزف طاقتي في شرح الأساسيات لشخص لا يفقه شيئًا في مجاله كي أعتبر نفسي أتطوّر؟ هذا منطق مُرهق وغير عادل.
عن نفسي، مررتُ بعدد لا بأس به من العملاء الذين لا يفهمون طبيعة العمل، ولا يقدّرون الجهد، والأسوأ أنهم يفرضون متطلبات غير واضحة أو متناقضة، ثم يحمّلونك اللوم حين تسير الأمور بشكل غير مثالي. في تلك الحالات لا أتردّد لحظة في الاعتذار وإلغاء المشروع. لا أحتاج إلى تلك النوعية من "التحديات" لأُثبت نفسي، بل أُفضّل أن أعمل مع من يُدرك قيمة ما أقدمه، ويحترم وقتي وجهدي.
تخيل نفسك في بيئة عمل مثالية كل شيء منظم، العملاء مثاليون، لا تأخير في الدفع، لا سوء فهم، ولا أي توتر، رائع أليس كذلك؟ لكن دعني أسألك كيف ستتعلم؟ كيف ستطور مهاراتك في التفاوض، والصبر، والحلول السريعة؟ هل يمكنك أن تبني خبرتك دون التحديات والمواقف الصعبة؟ الراحة جميلة لكنها لا تصنع محترفًا، أحيانًا الفوضى الصغيرة هي التي تعلمنا كيف نكون أذكى وأقوى في المرات القادمة.
أكثر الله من هذا العميل المثالي ولكن الحقيقة هم ليسوا بكثر بل ونادرون. قد تصادف بين عشرة عملاء واحد من بينهم نعده بمفهومك مثالي. ولكن عكس العميل المثالي هو ذلك العميل المتطلب؛ فعلاً قد يكون سببًا لنا في تحدي الصعاب والإنجاز السريع ولكن أحيانًا يكون مرهقًا بصورة تتعبنا ولكن التوزان بين العملين مطلوب وهو ذلك العميل الذي نتفق معه بما يرضيه ويريحنا فيلتزم بذلك.
ربما الحل في تخصيص وقت لتجربة مشاريع جديدة خارج نطاق العمل المعتاد، أو تحديد أهداف شخصية لتعلم مهارة جديدة حتى مع وجود عملاء مريحين هذه فرصة مثالية لتحقيق ذلك بحكم تجربتي. النص يدفعني للتساؤل: كيف يمكن للمستقل أن يحافظ على شغفه وطموحه دون أن يغرق في الروتين المريح؟ وأنت، كيف توازن بين هذين الجانبين في رحلتك المهنية؟
من قال أن العميل المثالي هو العميل الذي نواجه تحديات في مشروعه، ومن الذي ربط بين العميل المرهق والتطور ؟
العميل المثالي هو العميل الذي يؤدي حقوقه فقط من حيث الوقت والتعامل والدفع والتفاهم، وهي أبسط حقوقنا رغم ندرة تواجدهم.
أما فيما يخص التطور، فليس مرتبط بطبيعة العميل على الإطلاق، بل بالعكس بالنسبة لي أرى أن العميل المرهق يعرق تطوري، فهو يستهلك وقتا طويلا من التعديلات والجدال والنقاشات التي كان من الممكن أن أستغلها في تطوير نفسي.
وعلى الناحية الأخرى فإن العميل المثالي هو العميل الذي يضعني وسط التحديات وفي نفس الوقت يوفر لي جانبا من الراحة والأمان والتشجيع، هكذا يكون التطوير فعلا.
التعليقات