مع مرور الوقت في العمل الحر، بدأت أُدرك أن نجاح المشروع لا يعتمد فقط على فكرته أو حجمه أو حتى عائده المالي. في بداية تجربتي، كنت أتحمس لأي فرصة تبدو واعدة، وأظن أن المشروع الجيد كافٍ ليكون النجاح حليفنا. لكن الواقع كشف لي شيئًا مختلفًا تمامًا: العميل هو العنصر الفارق. عملت على مشاريع مميزة من حيث المحتوى، لكنها تحولت إلى تجربة مرهقة بسبب عميل غير واضح في متطلباته، أو يتسم بعدم التنظيم في التواصل، أو يطلب ما هو خارج نطاق المنطق. وفي المقابل، خضت تجارب بسيطة، لم تكن مغرية كثيرًا من حيث العائد، لكنها كانت مُرضية وناجحة لأن التعامل كان مع عميل متعاون وواضح. تعلّمت من هذه التجارب أن اختيار العميل لا يقل أهمية عن اختيار المشروع. بل في بعض الأحيان، يكون هو المحدد الحقيقي لما إذا كانت التجربة ستُضيف لي أم ستستنزفني. لكنني ما زلت أواجه تساؤلًا متكررًا: كيف نتعلم أن نختارهم بذكاء، ونحافظ على وقتنا ومجهودنا بدلًا من أن نُهدرهم في مشاريع غير مناسبة؟