"ليس كل توسع هو نمو، أحيانًا التركيز هو ما تحتاجه علامتك التجارية لتبقى قوية."
كثير من الشركات تنهار ليس لأنها لم تتوسع، بل لأنها توسعت قبل أن تُثبّت أقدامها في سوقها الأساسي. النجاح لا يُقاس بعدد المنتجات أو الفروع، بل بمدى قوة الارتباط بين علامتك التجارية وجمهورها الأساسي.
هل علامتك التجارية بحاجة إلى التوسع أم إلى التركيز؟
في رأيي، الإجابة تعتمد على مرحلة علامتك التجارية. إذا كنت في مرحلة تأسيس قوية ولديك قاعدة جماهيرية وفهم جيد لسوقك، فقد يكون التركيز هو الأنسب لضمان الاستمرارية والنمو المستدام. لكن إذا كانت علامتك قد نجحت في بناء سمعة قوية وتملك القدرة على تلبية احتياجات أكبر، حينها قد يكون التوسع هو الخيار الأنسب. الأهم هو أن يكون التوسع مدروساً وليس لمجرد التوسع للانتشار.
التوازن ما بين التركيز والتوسع هو الأفضل. التركيز يسمح لك بأن تكون الأول في مجالك، لكنه يضيق مجال جمهورك ويقلل العملاء المحتملين. التوسع يزيد مجال جمهورك ويزيد العملاء المحتملين، لكنه سيشتتك بين كثير من المنتجات مما سيجعلك في المستوى الثاني في كل من تلك المجالات.
بدلا من السؤال "هل علامتك التجارية بحاجة إلى التوسع أم إلى التركيز؟" يجب أن نسأل "كيف نحقق التوازن الأمثل بين التوسع والتركيز؟"
الحقيقة التي لا ترضى عنها الشركات الطموحة
التركيز ليس خيارًا آمنًا، بل سلاح الأذكياء الوحيد ضد وهم النمو
الشركات تموت حين تظن أن التوسع دليل نجاح بينما هو في الحقيقة هروب من السؤال الحقيقي هل تملك أساسًا صلبًا يكفي لتحمل هذا التمدد؟
العلامة التجارية القوية ليست التي تملأ الأسواق بمنتجاتها، بل التي تحفر عميقًا في عقل زبون واحد حتى يصبح مهووسًا بها.
الجميع يتحدث عن كيف كبرت (آبل) و(نايكي)، لكن لا أحد يتذكر آلاف الشركات التي انهارت لأنها كبرت قبل أن تصبح ضرورية!
أعتقد أن التوسع قبل أن تثبت العلامة التجارية نفسها في سوقها الأساسي هو خطأ شائع. التركيز على بناء علاقة قوية مع الجمهور وتحقيق النجاح في السوق الأول هو الأساس. التوسع يأتي بعد ذلك كخطوة طبيعية عندما تكون العلامة التجارية قد رسخت مكانتها. النجاح لا يُقاس بحجم الانتشار، بل بقوة التأثير والولاء
التوسع يجب أن يكون بخطة إدارية محكمة، خسر الكثيرون شركاتهم بسبب التوسع. يجب أن يكون هناك تمويل، ورقابة، وجودة، وأنظمة تشغيل، ونظام محاسبي، وخطط طوارىء، وعمالة مدرّبة تدريباً جيّداً تكفي للتوسع..بدون ذلك سيكون التوسع نقمة وليس نعمة.
صحيح أن التوسع السريع قد يكون قاتلًا، لكن في المقابل، التخصص المفرط قد يكون سلاحًا ذا حدين. الشركات التي ترفض التوسع خوفًا من فقدان هويتها قد تجد نفسها محاصرة في سوق مشبعة أو متراجعة. أما الشركات التي تتوسع بلا تخطيط فتفقد تميزها وتتحول إلى نسخة باهتة من منافسيها. ربما التحدي الحقيقي ليس في التوسع أو عدمه، بل في معرفة كيف نحقق نموًا دون أن نفقد قيمتنا الأساسية.
التعليقات