يواجه الكثير منا تحدياً في تحقيق التوازن بين الإبداع ومتطلبات السوق. أحياناً، أجد نفسي مضطرة للالتزام بأنماط عمل تقليدية لضمان رضا العملاء، مما قد يحدّ من قدرتي على تقديم أفكار جديدة ومبتكرة. البعض يرى أن الحفاظ على الإبداع يتطلب استكشاف تقنيات وأساليب جديدة باستمرار، بينما يرى آخرون أن البيئة الداعمة والمرونة في تنفيذ المشاريع هي المفتاح لتعزيزه. ومع ذلك، قد يكون من الصعب دائماً إيجاد مساحة للإبداع وسط ضغط المواعيد النهائية ومتطلبات العملاء. فكيف يمكن لي أن أحافظ على قدرتي على الإبداع دون التأثير على إنتاجيتي والتزاماتي المهنية؟
الإبداع كعنصر رئيسي في العمل، كيف نعززه؟
فكيف يمكن لي أن أحافظ على قدرتي على الإبداع دون التأثير على إنتاجيتي والتزاماتي المهنية؟
الإبداع في الحقيقة ليس حالة مستمرة بنفس الوتيرة ولكنه يمكن أن يكون نمط حياة أو عملية مستمرة لكن ذلك قد يتطلب تحفيزا وظروفا مناسبة وأحيانا أخرى الإبداع يكون متقطعا أو حتى غائبا بسبب التعب الشديد والضغط أو نقص الإلهام، الأعمال التقليدية التي ينجم عنها روتين معين يمكن البحث عن إنجازها بطرق مختلفة، وفي حالة الإرهاق أو التعب يمكن أخذ قسط من الراحة لإعادة شحن طاقتنا وتجربة أشياء مختلفة، قد نبحث عن تعلم مهارات جديدة أو تغيير بيئة العمل مع ذلك هذا لا يعني أنّ منحنى الإبداع سيبقى بمنحى تصاعدي لكن التحدّي يكمن في كيفية العودة للانتاجية وعدم البقاء في الأسفل والاستسلام للروتين القاتل.
نعم، كلامك صحيح. الإبداع بالفعل ليس حالة مستمرة بنفس الوتيرة، وهو جزء من التحدي الذي يواجهه العديد من الأشخاص. لكن هناك نقطة مهمة يجب النظر فيها، وهي أن الإرهاق أو الضغط ليسا السببين الوحيدين لتراجع الإبداع، فقد يؤدي الضغط الزمني والتوقعات العالية إلى شعور الشخص بالعجز أو الثقل. في هذه الحالة، يمكن التفكير في إعادة ترتيب أولوياتنا أو تقسيم المشاريع إلى خطوات صغيرة لتحقيق تقدم ملموس دون الشعور بتراكم الضغوط. ومن الحلول العملية التي يمكن تبنيها هي تغيير روتين العمل اليومي بشكل بسيط، مثل تخصيص وقت للابتكار والتجربة حتى ولو لبضع دقائق في اليوم، وبذلك يمكننا إعادة شحن الإبداع بشكل تدريجي دون الضغط على أنفسنا
مثل تخصيص وقت للابتكار والتجربة حتى ولو لبضع دقائق في اليوم
هل يمكنك تقديم أمثلة عملية؟ كيف يمكن أن تكفي بضع دقائق في اليوم للابتكار والتجربة؟
الروتين قد لا نحتاج لتغييره إنما قد نحتاج إلى ترتيبه وإعادة توجيهه بالشكل الصحيح فلطالما كنت أقول بأنه ليس شيئا سلبيا إنما أعتقد أن هنالك روتينا إيجابيا وآخر سلبيا لكن ربما لمصطلح الروتين آثار سلبية ودوما ما يتم ربطه بالأمور السلبية.
هل يمكنك تقديم أمثلة عملية؟ كيف يمكن أن تكفي بضع دقائق في اليوم للابتكار والتجربة؟
بالتأكيد، تخصيص ربع ساعه يوميا للابتكار والتجربة يمكن أن يحدث فارقاً كبيرا. على سبيل المثال، يمكن أن تخصص هذه الدقائق لكتابة أفكارك بشكل عفوي دون تقييم أو تصنيف، فقط لتفريغ ذهنك واستكشاف الأفكار الجديدة التي قد تظهر. هذا النوع من الكتابة الحرة يمكن أن يساعد في تحفيز التفكير الإبداعي واكتشاف حلول جديدة للمشاكل التي قد تبدو مكررة أو معقدة
الروتين قد لا نحتاج لتغييره إنما قد نحتاج إلى ترتيبه وإعادة توجيهه بالشكل الصحيح فلطالما كنت أقول بأنه ليس شيئا سلبيا إنما أعتقد أن هنالك روتينا إيجابيا وآخر سلبيا لكن ربما لمصطلح الروتين آثار سلبية ودوما ما يتم ربطه بالأمور السلبية.
أما بالنسبة للروتين، فليس بالضرورة أن يكون سلبيا دائمًا. يمكن أن يصبح الروتين إيجابياً إذا تم ترتيب أولوياته بشكل يتماشى مع أهدافك. بدلاً من أن تجد نفسك في دوامة من التكرار الممل، يمكن أن تحاول تحويل الروتين إلى شيء يُحفزك على التقدم، على سبيل المثال، من خلال تخصيص وقت يومي صغير للاختبار والتجربة
فكيف يمكن لي أن أحافظ على قدرتي على الإبداع دون التأثير على إنتاجيتي والتزاماتي المهنية؟
تحقيق التوازن الدائم ما بين رغبتنا وقدراتنا الإبداعية، وبين إلتزاماتنا المهنية، أمر شبه مستحيل برأيي..
فمهما كانت جهة العمل أو العميل منفتحا على الابداع والأفكار الجديدة، إلا أنه سيعمل على الحد من إبداعنا وتقييده بمرحلة ما..
وقد يرى البعض أن العمل المستقل هو المجال الأرحب لإظهار القدرات الإبداعية، وان كانت متطلبات السوق ستلزمنا هي الأخرى!..
ولهذا أظن أن الإبداع الحقيقي يكمن في تجنب الصدام المحتمل، ما بين عملنا الإبداعي وبين متطلبات السوق والعملاء قدر الإمكان؛ عبر تطويع قدراتنا الابداعية لتناسب السوق من جانب، ومحاولة إقناع العملاء بوجهة نظرنا الابداعية من جانب آخر.
صحيح الإبداع، كما ذكرتِ، لا يكون دائما سلاسة مستمرة؛ فهو مرتبط بالظروف والعوامل التي تحيط بنا. ولكن في رأيي، التحدي الحقيقي يكمن في تطوير القدرة على التكيف مع هذه الظروف دون أن نفقد جوهر إبداعنا. قد يكون من المفيد أن نعيد التفكير في الإبداع كأداة مرنة، بدلاً من السعي لفرض أفكار (ثورية) قد تصطدم بما هو متوقع. فبدلاً من تجنب الصدام مع متطلبات السوق، يمكننا السعي لتحقيق نوع من التوازن المبدع عن طريق تحويل المتطلبات إلى فرص للتطوير داخل الإطار المحدد. فعلى سبيل المثال، التحدي ليس في تغيير الفكرة بشكل كامل، بل في تعديل الفكرة لتتناسب مع السوق بطريقة مبتكرة
لا يحتاج العميل دوماً للإبداع، لذلك من الأفضل التدرج في الإبداع والابتكار لرؤية تفاعل العميل، فإذا نال رضاه يمكن زيادة درجة الإبداع تدريجياً.
فأحياناً يرغب العميل في العمل التقليدي حسب رؤيته واحتياجه أن ذلك أفضل، في هذه الحالة لن يكون الإبداع مرادفاً للجودة بل العكس.
صحيح أن بعض العملاء يفضّلون الحلول التقليدية، لكن الإبداع لا يعني دائماً الخروج عن المألوف بشكل مفاجئ. كمستقله، دوري هو إيجاد التوازن بين تنفيذ رؤية العميل وإضافة لمستي الخاصة التي تحسّن الجودة دون أن تتعارض مع متطلباته.
التدرج في الإبداع فكرة جيدة، لكن الأهم هو معرفة متى يكون ضرورياً ومتى يكون مجرد إضافة لا تحقق فائدة. في بعض المشاريع، الحل الإبداعي قد يكون هو العامل الذي يميّز العمل، حتى لو بدا بسيطاً.
في بعض المشاريع، الحل الإبداعي قد يكون هو العامل الذي يميّز العمل، حتى لو بدا بسيطاً.
ما المثال الذي واجهك ويمكنك طرحه لتوضيح تلك الحقيقة؟
إحدى زميلاتي واجهت موقفاً يوضح هذه الفكرة. كانت تعمل على حملة تسويقية لمنتج يبدو عادياً جداً في السوق، وكان التحدي هو التميز وسط المنافسين. بدلاً من استخدام الطرق التقليدية، فكرت في زاوية مختلفة تماما، حيث قدمت المنتج من خلال قصة بسيطة تحاكي تجربة المستخدم اليومية، مما جعل الإعلان يبدو أقرب للتجربة الواقعية وليس مجرد ترويج مباشر.
رغم أن الفكرة بدت بسيطة، فإنها أحدثت تأثيراً قوياً وجذبت تفاعلاً أكبر بكثير مما كان متوقعاً. هذا يثبت أن الإبداع لا يعني دائما التعقيد، بل أحياناً يكون في الطريقة التي تُعرض بها الفكرة، حتى لو كانت بسيطة
التعليقات