تخيل نفسك في خضم سباق ماراثوني حافل؛ الجميع يندفعون بحماس نحو خط النهاية، ظناً أن الطريق الرئيسي هو السبيل الوحيد للنجاح. لكن، ماذا لو كانت هناك ممرات جانبية، قد تكون أفضل أو أسرع، لكنها بعيدة عن الأنظار؟

كثيرون يُحمّلون قسم طلبات الخدمات أكثر من طاقته، معتقدين أنه المسار الوحيد للفوز. يتكدسون هناك، منتظرين أن يقع الاختيار عليهم من بين الحشود. لكن، ماذا لو أتى كل بائع بطريقة مبتكرة لعرض خدماته؟ تُرى، كيف ستكون النتائج؟

قس على ذلك من يعتقدون أن تصدر خدماتهم نتائج البحث هو السبيل الوحيد لجذب العملاء، على الرغم من وجود استراتيجيات تسويقية أخرى أكثر فعالية، أشرت إلى بعضها ضمن موضوعات سابقة.

وما يمنعني من استغلال الكثير مما تعلمته وشاركته على مدار مسيرتي إلا ضيق الوقت مقابل كثرة الأفكار والمعلومات المكتسبة، وأحياناً الحاجة إلى الانتظام على تطبيق ما أنصح به، لأن الحقيقة البسيطة هي: النتائج لا تأتي إلا مع الانتظام.

قد تظن أن جميع وسائل الترويج باتت معروفة، لكن قلة فقط من يعرفون كيف يوظفونها بشكل صحيح. مثال بسيط: متى رأيت خدمة مصغرة خطفت أنظارك؟ تصميمها أنيق، نصوصها التسويقية محبوكة بإبداع، تُغريك بالتفاعل أو الشراء؟

للأسف، كثير من البائعين يكررون الأخطاء ذاتها: وصف ممل، صور باهتة، وغياب الإبداع. ينشغلون بالتنافس فيما بينهم وسط الزحام، بدل أن يفكروا في وسائل تميزهم عن المنافسين، وتضفي طابعاً مبتكراً على خدماتهم.

العملاء لا يريدون خدمة عادية؛ يريدون تجربة ملهمة. خدمة تشعرهم أنك تفهمهم، تتحدث لغتهم، وتقدم لهم الحل المأمول. البائعون الأكثر نجاحاً هم من يفكرون خارج الصندوق، يبتكرون ويعرضون خدماتهم بشكل يجعل العميل يشعر أنه أمام فرصة لا تعوض.

النجاح لا يأتي بالصدفة، بل يحتاج إلى مزيج من شيئين: الانتظام والإبداع. يمكنك العمل بانتظام يومياً، لكن دون لمسة إبداعية، ستظل عالقاً في المكان ذاته. وعلى الجانب الآخر، الإبداع دون التزام غالباً لا يُثمر. الجمع بينهما هو مفتاح التقدم الحقيقي.

والنجاح لا يكمن دوماً باتباع خطى الآخرين، أو اختيار الطرق المألوفة المزدحمة، بل في استكشاف مسارات أقل ازدحاماً وتنافسية، تفتح أمامك فرصاً غير متوقعة. فلا تتردد في تجربة أساليب جديدة ومبتكرة، تُبرز تفردك وتُظهر قيمتك الحقيقية للعملاء.