كمستقلين مررنا جميعًا بتجارب عمل في ظروف صعبة خلال أزمات شخصية وصحية، وهي أوقات تتطلب منا قوة مضاعفة للتوازن بين المسؤوليات الشخصية والمهنية، وفي مثل هذه الأوقات نلجأ للتخطيط المسبق وتحديد الأولويات بشكل دقيق، ونحرص على تخصيص أوقات قصيرة للراحة لنستعيد توازننا ونستمر في العمل بفعالية. برأيكم، ما أهم الطرق التي تجدونها فعالة في التوازن بين العمل والحياة الشخصية أثناء الأزمات؟
"العمل في الطوارئ" هل سبق واضطررت للعمل أثناء أزمة شخصية أو صحية؟ كيف أدرت الموقف؟
أعتقد أن أحد أهم الأشياء التي يجب القيام بها عند العمل أثناء الأزمات هو تجنب التفكير الزائد والبعيد المدى، فهذا لا يفعل شيء سوى أنه يزيد الأمر سوءا. لذلك أفضّل التركيز على المهام اليومية، فأخطط ليوم واحد فقط، محاولًا الحفاظ على الاستمرارية والمرونة للتكيف مع الظروف وجعل تركيزي منصب على الحاضر وما يمكن تحقيقه في اليوم ذاته، دون إثقال كاهلي بمسؤوليات مستقبلية قد تبدو مرهقة
صحيح ومن افضل الطرق التي يمكننا استخدامها أيضاً لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل خلال الأزمات فعالة للغاية، على سبيل المثال يمكن إعادة ترتيب الأولويات وتجاهل المهام غير الضرورية، أو تقسيم الأعمال والمهام إلى ما هو أصغر من ذلك ، كما يمكننا ممارسة الرياضة التي تحسن المزاج وتجعلنا نستمر في ممارستها.
لاشك أن الظروف الطارئة لاتنفك عن مهاجمة خططنا كل مرة، لذلك فالخطة المثالية مستحيلة، من بين الطرق لتدارك العمل في الازمات دون التأثير على الحياة الشخصية هي تجهيز الخطط الاحتياطية دائما، والمرونة في العمل وتقبل تقديم وتأخير المهام على حسب الأولوية، وحتى الاستعانة بدعم خارجي إن كان ذلك ممكنا.
بالضبط وأيضاً سيساعدنا كثيراً تخصيص وقت إضافي عند تحديد مدة العمل لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، خاصة في ظل الظروف الطارئة، فبإضافة هذه الفترة الزمنية يمكننا الاستعداد لأي مستجدات غير متوقعة دون التأثير على جودة العمل أو الالتزام بالمواعيد النهائية، كما يمنحنا هذا الوقت الإضافي مساحة للتفكير بمرونة وإعادة ترتيب المهام، مما يتيح الحفاظ على استمرارية الإنجاز بسلاسة وتجنب الضغط الناتج عن الأمور غير المتوقعة.
في شتاء عام ٢٠١٣ كان لدي محاضرة في التسويق في احدى مراكز التدريب التابعة لاحدى الوزارات، وكانت بوادر آلم في كليتي بدأت تظهر قبل الموعد بنصف ساعة وتحاملت على نفسي واشتد الالم كثيرا، حتى سقطت وانا أحاضر واخذوني الى قسم الطوارئ وعلقت محاليل وغبت عن الوعي نصف ساعة كاملة .
شفاك الله وعافاك، اتمنى لك دوام الصحة والعافية، لكن مثل هذه الطوارئ التي تتعلق بصحتنا يجب ألا نتهاون فيها على الإطلاق، فهي تذكرنا بأن صحتنا هي الأساس الذي نبني عليه جميع جوانب حياتنا الأخرى، لذلك حين يتعلق الأمر بآلام قد تؤثر على سلامتنا، من الأفضل التوقف فورًا وطلب العناية اللازمة، لأن استمرارية العمل رغم الألم قد يكون له تبعات خطيرة على المدى الطويل.
التعليقات