قد يقول البعض أن صاحب المشروع حر، بالنهاية هذا مشروعه، لكن بنفس الوقت هذا عملي وسيخرج عليه اسمي، فهو يشير لمستواي وخبرتي بالمجال، فكيف تنظمون ذلك ضمن تعاملاتكم؟
بعض العملاء يعتبرون المستقل مجرد منفذ لتعليماتهم، دون تقدير لخبرته أو آرائه في تحسين المشروع، كيف تتعاملون معهم؟
بما أنه عملك وسيخرج عليه اسمك إذاً بوسعك أن ترفض من البداية، لكن ما أن تدخل المشروع حتى تصبح رهين ما يريد هو، لإن من يملك المال يملك الرأي، لا يصح أن تدخل إلى سوبرماركت ويرفض أن يبيعك الكولا ويقول لك غير صحية، ما زال هو يعرضها ودخل شخص يشتريها اذاً يجب أن يمتثل لصاحب المال.
تماماً مثل الممثلين الذين يرفضون أعمال لإنهم لم يحبوا السكريبت الخاص بهم أو مسار القصة، هم لا يقولون للمخرج بعد الدخول والتوقيع أنني لا أوافق على كذا وكذا، لا أبداً، كل استفساراتهم توقّع ويتم الاتفاق عليها قبل العقد، هذا الطبيعي.
ولذلك برأيي أنت كمستقل إن كنت مهتم بسويّة أعمالك، غربل ما لا تشعر أنه يضيف لك قيمة تحتاجها سواء مادة أو سمعة، ولكن ما أن تدخل لا يجب أن تتراجع أو ترفض أي شي.
الحل بسيط يا صديقي ..
نفّذ تعليماته كما يريد، وإن كنتَ غير راضٍ عن النتيجة النهائية، فلا تضعها في معرض أعمالك، كأنها لم تكن.
ممرت بهذه التجربة مثلك في البداية، وكنت متشددا للغاية، حتى أنني ألغيت بعض الاتفاقات لأن رؤية صاحب المشروع كانت خاطئة وسيخرج العمل بشكل سيء للغاية، لكن هذه الطريقة كانت تؤثر على دخلي المادي للأسف.
حتى توصّلت في النهاية إلى المعادلة المثالية: سأقدم لصاحب المشروع النصيحة والمشروة فقد، حتى أُرضي الله ضميري، وبعدها القرار له، وسأنفذ ما أقوله حتى وإن كان خاطئا تماما.
ومن قال سيخرج عليه أسمك ! تخيل لو أنا على طاولة مطعم طلبت فراخ محشية سمك بينما أنت تطهو بمطبخ المطعم وخبرتك تقول أن السمك لا ينفع كحشو للفراخ في النهاية أنا ادفع لأحصل على ما أريد أما لو دخلت وقلت اريد وجبة شرقية بخبرة الطاهي فلك ما تريد، في الحالة الأولى أنا حددت السياق والمضمون وبصفتك تعمل فأنت مجبر على التنفيذ، وفي الحالة الثانية أنا حددت السياق وتركت لك المساحة لتبدع،، وبالمناسبة هناك أوامر نراها غريبة في العمل ولكن استخدامها في محلها يتطلبها هكذا، ورأيت ذلك في مشاريع عديدة، وهناك أصحاب مشاريع يفتقرون للخبرة فلو أصروا على الخطأ فلهم ما أرادوا وعليهم تحمل عواقب توجيههم.
التعليقات