المستقل يتفاعل مع بيئة عمله، فما هو أثر عملك في مجال الحر على طباعك وشخصيتك؟

هناك من يمرّون بفترة زمنية قصيرة عند انطلاقهم بهذا المجال تسمى ب trwama of freelancing work أي ترومات العمل الحر، هذه الضغوط النفسية تتشكّل بناءً على المُتغيّرات الغير طبيعية في مسألة العمل الحر، وكيف أنّ هذا النمط من العمل يجبر الشخص على تطوير الكثير من المهارات في حياته والأهم على تغيير جزء من شخصيته، مثلاً أنا أثّر بي هذا المجال بأنّه قد ألغى لديّ تماماً مصطلح العطلة الأسبوعية ويوم العطلة وصارت عطلتي هي عبارة عن ساعات أختارها أنا بين المشاريع وفيها أحياناً، هذا ما يسبب لي ضجر حقيقي أحياناً، كل الناس تحتاج إلى عطلة حتى ولو كانت تعمل من المنزل هذا ما لا يستطيع فهمه الجميع إلا المجرّب فعلاً. بالإضافة إلى ذلك أضاف هذا العمل إلى شخصيتي مسألة تعددية المهام، لا يمكن لمستقل أن يكون أحادي المهام، عليه أن يقوم بأكثر من أمر في وقت واحد أحياناً، خاصة ولو كان عمله مكتبياً.

دائما ما أحاول أشرح للآخرين لمن لم يجربوا مجال العمل الحر، بأنه ليس بالصورة الوردية التي يتخيلونها، الكثير من خارج المجال يرون أنه عمل ترفيهي! تعمل من المنزل، في الوقت الذي تريده، هل هناك أفضل من هذا! ولكن هذا بعينه ما يمكن أن يكون المؤثر السلبي الأساسي على العاملين بالمجال الحر، فالمنزل ليس مكان مثالي للعمل كما يتخيل البعض، بل يكون مصدر تشتت، واكتئاب، وبعض المشاكل الصحية الأخرى، الفصل بين البيئتين، بيئة العمل، وبيئة المنزل ضرورة قصوى لجودة العمل، والحفاظ على الصحة النفسية والصحة بشكل عام.

أما مشكلة الوقت، فعدم وجود وقت محدد في اليوم لانتهاء عملك هي الأخرى ميزة ضاغطة، فأنت لا ينتهي عملك بانتهاء عدد الساعات المحدد، ولكن ينتهي بانتهاء الكم الذي حددت انتهائه، حتى وإذا وضعت له مدة معينة لانتهائه، إلا إذا رجعنا للمشكلة الأولى وهي "بيئة العمل من المنزل" سنجد أنها تؤثر على مدار اليوم على وقت ونشاط الشخص.

كل هذه التحديات جعلتني أعمل في الفترة الأخيرة على إيجاد حلول، وضرورة الموازنة بين الأمور، أصبحت أولى اهتماما أكبر لصحتي ووقتي بأن أوفق متطلبات أي مشاريع أعمل عليها مع الوقت الذي خصصته يوميا للعمل، وليس العكس، وهذا أفضل كثيرا بالنسبة لي، أصبحت لدي وقت أكثر لأرتاح، وأشحن طاقتي لأعمل أفضل.

في حين أن هناك العديد من الفوائد للعمل الحر ذكرتي، إلا أن هناك أيضًا بعض التحديات التي قد تواجه المستقلين كالعزلة والوحدة التي غالبًا ما تنبع من عمل المستقل من المنزل مما قد يؤدي إلى هذه المشاعر، ونتيجة لعدم ثبات ساعات العمل من حيث الكم والتوقيت فيتفوتهم الكثير من المناسبات الإجتماعية وما شابه مما يساهم في تنامي هذه المشاعر وأن تصبح جزء من شخصيتهم.

كما يعاني بعض المستقلين من تأثيرات متلازمة المحتال أو Imposter Syndrome من الشعور بالنقص والتردد والتوتر والخوف من "ظهور حقيقتهم أمام الناس كمحتالين"، ويرجع الكثيرون ذلك إلى حاجتهم المستمرة لإثبات الذات مع كل عميل وأصحاب مشروعات يتعاملون معهم والخوف من عدم الكفاءة الكفاية في مجالهم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أتفق معك على أن لبيئة العمل تأثيرًا كبيرًا على منتسبيها، سواءً كان العمل نظاميًا أو عملًا عن بعد.

فيما يتعلق بالتغييرات التي طرأت على شخصيتي بعد الانخراط في مجال العمل الحر، فلاحظت أنني أصبحت أكثر استقلالية ومسؤولية. في السابق، كنت أعتمد على الآخرين في إنجاز المهام، ولكن مع العمل الحر، أصبحت أتحمل كامل المسؤولية عن عملي، مما ساعدني على تطوير مهاراتي وقدراتي. كما أنني أصبحت أكثر تركيزًا وتنظيمًا في عملي. في السابق، كنت أميل إلى التأجيل والتسويف، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط. في السابق، كنت أميل إلى الانهيار تحت وطأة تلك الضغوط.

لسلام عليك

fgr