كيف أخطط لانتقال بعيد المدى من مستقل إلى بعيد؟

إذا كنت تريد أن تخطّط لنقلة من هذا النوع،

أتفق معك، فأنا مثلك لدي نفس الشعور، لا أعتقد أن المرونة مناسبة لنا كأكاديميين أو كأشخاص لديهم إنشغالات حياتية يومية إلى جانب العمل الحر، أعتقد أنه في الفترة الحالية وأنا شاب الأمر عادي ويمكنني التأقلم معه، أما في حالة ما وصلت لمرحلة معينة أين تتهاطل علي إنشغالات من كل جانب، فبعيد هو الملاذ المثالي العمل في شركة محترمة بدخل مستقر على مدار طويل، صحيح قد نفقد حس العمل الحر بهذه الطريقة لكن ما الحيلة إن كان العمل الحر ليس معترفا به كمهنة أساسية في أغلب بلداننا العربية، لا يوجد تأمين ولا تقاعد، إذا توقفت المشاريع من أين سيسيّر المرء حياته، تأمينه معاشه.

ماهي الخطوات الاضافية التي تنويها؟

الخطوة الإضافية هي الإستثمار في هذه الفترة، قبل تحقيق هذا الإنتقال من المهم أن يكتسب المرء ثقافة الإستثمار فهي بديل التأمين والمعاش حينما نتحدث عن الوظيفة.

كنت في موقف مشابه من قبل. حيث كنت أعمل كمستقل في مجال التسويق الرقمي، وكان لدي الكثير من المشاريع المتنوعة والمثيرة للاهتمام. لكن في نفس الوقت، كان لدي الكثير من الضغوطات والمسؤوليات. لم أكن أعرف متى سأحصل على مشروع جديد، أو كيف سأتعامل مع المواعيد النهائية المتزامنة، أو كيف سأحل المشاكل التي تظهر في العمل. كنت أشعر بالوحدة والإجهاد والإحباط.

لذلك قررت أن أبحث عن عمل بدوام كامل في شركة تسويق رقمي محترمة. بدأت بإعداد سيرتي الذاتية ومحفظتي الإلكترونية، والتقديم على الوظائف التي تناسب خبرتي وطموحاتي. كان علي أن أخضع لعدة مقابلات واختبارات، وكان بعضها صعبا ومحبطا. لكن في النهاية، تم قبولي في شركة مميزة كنت سعيد لعملي بها، حيث أستطيع أن أطور مهاراتي وأبدع في عملي، بينما أحصل على راتب ثابت ومزايا اجتماعية.

ولكن هذه ليست نهاية قصتي. فبعد أن عملت بدوام كامل لمدة عامين في شركة التسويق الرقمي، شعرت بالملل والروتين. كنت أفتقد التحدي والتنوع والحرية التي كان يوفرها لي العمل الحر. كنت أرغب في تجربة مجال جديد، وهو كتابة المحتوى. كنت أحب الكتابة وأعتقد أن لدي موهبة وشغف في هذا المجال.

لذلك قررت أن أعود إلى العمل كمستقل، ولكن هذه المرة ككاتب محتوى. بدأت بإنشاء مدونة خاصة بي، حيث أنشر مقالات عن مواضيع مختلفة تهمني. كما بدأت بالبحث عن عملاء يحتاجون إلى خدمات كتابة المحتوى، سواء عبر منصات العمل الحر أو عبر التواصل مع شركات ومؤسسات تعمل في مجالات ذات صلة. وجدت أن هناك طلبا كبيرا على هذه الخدمة، وأن هناك فرصا عديدة للتعلم والابتكار والإبداع.

والآن أشعر بالسعادة والحماس في عملي ككاتب محتوى. أستطيع أن أختار المشاريع التي تناسب اهتماماتي ومهاراتي وجدولي. ككا أستطيع أيضا أن أحقق دخلا جيدا من عملي، بشرط أن أكون منظما ومسؤولا وجادا. أشعر بأني أساهم في نشر المعرفة والثقافة والقيم من خلال كتاباتي.

نفس السؤال يشغلني منذ فترة، خاصة أنني مقبلة على مرحلة جديدة من حياتي لتنتهي بذلك فترة العزوبية والحرية المطلقة. أفكر كثيرا في طريقة لتنظيم مسؤولياتي من جهة، ومهام العمل الحر من أجهة أخرى. الأهم كذلك هو أنني لست من مشجعي الوظيفة بدوام كامل لأنها تعني الإلتزام اليومي بمواقيت محددة وبأوامر لا تنتهي من رئيس العمل. لذلك أعتقد أن العمل على نوعية المشاريع مهم جدا حيث يجب العمل على صقل المهارات لتوافق المشاريع التي تدفع جيدا مقابل فترة عمل قصيرة. فكلما قل وقت العمل الحر سهل تنظيمه وترتيبه ضمن مشاغل اليوم التي لا تنتهي.

بالنسبة لي، أتابع بعيد بشكل مستمر، واتطلع لمتطلبات الوظائف التي تشبه ما أريد، أرى المطلوب وابدأ بتقييم نفسي ومهاراتي وفقا للمطلوب، ربما يكون هناك مهارة يجب أن اكتسبها، وأراجع سيرتي الذاتية عليه وأعدلها على فترات.

وقررت أني سأقدم لأرى كيف تسير الأمور