أتذكر جيدا أنه منذ أن بدأت جائحة كوفيد19 إنتشرت ظاهرة العمل من المنزل بشكل كبير، وأصبحت الكثير من الشركات تتبنّى هذا النمط من أجل حماية موظفيها من جهة، والحفاظ على استمرارية العمل، لكن السؤال الذي كان ينتابني حينها هو مدى التأثير الذي يعكسه العمل من المنزل على إنتاجية العامل الحر أو الموظف! وأول سؤال خطر ببالي هو هل يجب على الموظفين إرتداء ملابسهم الرسمية أثناء العمل من المنزل أم لا؟!

حينما أرتدي لباسي الرسمي للعمل أعطي إنطباعا جيدا عن تمثيلي للشركة وأزيد من ثقتي بنفسي وأحسن صورتي أمام زملاء المهنة والعملاء، فبعض الدراسات أشارت إلى أن إرتداء الملابس الرسمية يؤدي إلى رفع مستوى التركيز والإنضباط لدى الفرد، ويزيد في إنتاجيتهم وإبداعهم، حقيقة قمت بتجربة ذلك الشعور في أحد أيام العمل، أين قمت بإرتداء لباس رسمي وساعدني ذلك شخصيا ولا أنكر أن إنتاجيتي لذلك اليوم شهدت تحسنا مقارنة مع أيام العمل الأخرى، فذلك يشعرني بأني أنتمي حقيقة إلى فريق العمل، لكن هل هذا الأمر مفيد لجميع المستقلين والموظفين؟ ألا يعد ذلك إزعاجا للبعض!

فقد يشعر البعض بعدم الراحة أو الشعور بالقيود والتقيد بتعليمات صارمة وكأنه داخل سجن، يشعرون بأن هذا الإجراء لا يتناسب مع شخصيتهم وطبيعة عملهم، فإذا كنت تعمل من المنزل كعامل حر أو موظف عن بعد هل تفضل إرتداء الملابس الرسمية أم لا؟ وعلى أي أساس قمت بالاختيار؟