لكل منا أسلوبه المفضل والخاص عند الكتابة، إن لم يكن لكل واحد فينا أساليب متنوعة تختلف باختلاف النص المراد كتابته، وحالته الشعورية أثناء الكتابة، أو الحالة التي يريد استحضارها والوصول منها إلى حيث يرنو.

في الأمس، استمعت للمقطوعة الموسيقية أدناه، لأنني كنت بحاجة للغوص قليلاً إلى الأعماق، حتى أستلهم بعض الأفكار والمفردات لكتابة تغريدات أدبية لعميل عبر خمسات، أتعامل معه لأول مرة، طلب إحدى خدماتي المرتبطة بها.

جلست إلى مكتبي حين قررت الشروع بالكتابة، ثم شغّلت عدة معزوفات موسيقية على نمط المعزوفة المذكورة تباعاً، لأستقر عليها في نهاية المطاف بينما أحاول إبداع نص وجداني من القلب.

لم أكتفِ بالكتابة أثناء استماعي للموسيقى، بل كنت كل بضع لحظات أو دقائق أغمق عيني، محاولاً إخراج عقلي من العالم المادي، والولوج بعمق إلى عالم أثيري يساعدني على استحضار ما أريده من فكر وشعور.

الخبرة أساس الكتابة الرائعة كما يقولون. لكن الإحساس الوجداني هو الفتيل الذي يشعل شرارة الإبداع الكتابي (الأدبي خاصة)؛ والذي تعمّقه الموسيقى المؤثرة. يقول رالف إيمرسون: 

«الموهبة وحدها لا تصنع كاتباً. يجب أن يكون هناك رجل (إنسان/ إحساس) وراء الكتاب».

وهكذا، واصلت العمل برفقة ألحان شجية ساعدتني على القفز إلى فضاءات الإلهام، لأقطف من رحابها بعض النجوم البراقة. فكانت النتيجة النهائية مبهرة بالنسبة لي، قبل أن تكون مبهرة للعميل الذي عبّر عن عميق شكره ضمن الطلب.

وبهذا، لا يقتصر الموضوع على إبراز دور الموسيقى في تنشيط الإلهام والإبداع، بل يسلط الضوء على أهمية ربط الكتابة بأي نشاط مساعد يزيد من قدرتك على انتزاع الأفكار والمفردات الملائمة، خاصة إذا كنت تهدف من خلال نصك إلى لمس قلب القارئ ووجدانه.

هذه كانت تجربتي الشخصية مع الموسيقى والكتابة، التي أردت مشاركتها معكم، لأشجعكم على تجربة الاستماع إلى معزوفات تؤثر في وجدانكم وتعزز إبداعكم، لا على مستوى الكتابة وحدها، بل على مستوى الترجمة والتدقيق والتصميم وخلافه.

هل تستمع إلى الموسيقى عند الكتابة؟ وهل تفضل معزوفات معينة حين تود كتابة نص يلامس قلوب القراء؟