هل تحب الغابات؟ أنا أحبها كثيراً. لديها سحر خاص يجذبني تجاهها. أشعر بالفرح والسكينة عندما أتجول في مساراتها الخضراء المتعرجة. هل تود مرافقتي في نزهة صوب غابة قريبة من هنا؟ لدي خبر جميل لك. هناك وادٍ عميق في قلب الغابة يسمونه «وادي اليأس». لم أزره من قبل، ولكن سمعت عنه الكثير. يزعمون إنه مكان ساحر ومدهش، هل تريد أن نذهب إليه؟

في الواقع، وكما تعلم، لا توجد بقعة اسمها «وادي اليأس»، ولا سحر بشأن الخيبة والقنوط. هذا مجرد مصطلح مجازي أستخدمه لتوصيف حالنا حين يغلبنا اليأس فيسحبنا إلى بؤرة سحيقة، حيث نفقد الأمل ونظن أننا عاجزون عن تحقيق النجاح.

إذا كنت تشعر بالإحباط، وترزح تحت سقف الشكوى الدائمة، فأنت تقضي وقتك داخل وادي اليأس، حيث لن تجد سوى الليل المعتم وذئاب القنوط بانتظارك، وستشعر أنك عاجز عن تحقيق أهدافك، وأنك وحيد، لا أحد يفهمك أو يساندك.

ولكن هل تعلم أن الأفكار الانهزامية تلك تعزز عدد زائري هذا الوادي؟ نعم، فأفكارك السلبية لا تؤثر عليك فقط، بل تؤثر على زملائك أيضاً. حين تشتكي باستمرار من صعوبات العمل، وتحسد الناجح على اللقمة؛ فأنت تنشر حولك طاقة سلبية معدية.

فهل هذا هو حالك حقاً؟ هل تريد أن تظل حبيس وادي اليأس، أم تود الخروج منه؟ إن كنت تريد الخروج من تلك البؤرة المظلمة، فعليك أن تغلب أفكارك السلبية أولاً، وتعانق نبع الأفكار الإيجابية، حتى تفتح لك أبواب النجاح.

لا يمكن أن تبني النجاح بالأحلام الوردية أو التذمر المستمر، بل بالأفكار الخلاقة والعمل الدؤوب والتعلم المنتظم. عليك أن تضع لنفسك أهدافاً واضحة، وتخطط لها بعناية، وتبذل جهداً متواصلاً لتحقيقها. عليك أن تستغل كل فرصة تقابلك، وتتحدى كل عقبة تواجهك. عليك أن تؤمن بنفسك وبقدراتك، وتسعى إلى التطوير المستمر، وتستفيد من كل مصدر للمعرفة.

فلا تغرق في وادي اليأس، بل انطلق نحو جبال الأمل، حيث تنتظرك أشعة الشمس وفرحة الانتصار. اترك تلك الأفكار الهزيلة وراء ظهرك. احرق جميع المراكب، باستثناء مركب وحيد لا غاية له سوى الوصول إلى حيث تصبو.

كن مقاتلاً شجاعاً يتخطى أودية اليأس، ولا يهاب تسلق الجبال الشاهقة وصولاً إلى قمم النجاح.