لا أدري أعشر مرات أم مائة مرة عدّلت نبذة حسابي على خمسات؟! لكن ما أعلمه بحكم خبرة السنوات الطوال، أن إدخال أي تعديل أو أفكار جديدة إلى أي ركن من أركان صفحة البائع، من شأنه إحداث تغيير إيجابي طالما نجح في مسعاه. فهل نجحت هذه المرة؟ أظنني ركزت على بضع نقاط مهمة، وجربت أشياء مختلفة نسبياً.
بدأت الحكاية البارحة قبيل طلوع الشمس، بينما كنت أحاول النوم بعدما كرعت نصف ليتر بيبسي قبل ذلك بساعات كمكافأة على صبر أيام دون المساس بمشروبي المفضل الذي أحاول تخفيف استهلاكه إلى أدنى حد ممكن، بهدف تحسين نظامي الغذائي وتعزيز رحلة خسارة الوزن وصولاً إلى الهدف المنشود، الذي بتّ قاب قوسين من تحقيقه دون حرمان ولا اتباع لأنظمة حمية قاسية تسحب الدهون وتشفط بطريقها كل شيء آخر، لتتركك كما حبة ليمون معصورة حتى النخاع وموضوعة خارج البراد لمدة طويلة أفقدتها ما تبقى من لمعان الأيام الخوالي؛ قفزت أفكار غريبة إلى رأسي فجأة، ولم أستطع النوم (تأثير البيبسي أيضاً) إلا بعد ساعات فرّغت خلالها جزءاً مما دار بعقلي من مفردات وتعابير، لأعيد تشكيل نبذة حسابي جزئياً، ثم أكمل المشروع صباح اليوم (الاثنين).
ربما نقل هذه التجربة المتواضعة يسلط الضوء على أفكار أو أشياء بسيطة تفيدك، من بينها أن بعض المعلومات الواردة في النبذة الجديدة وضعتها عمداً بهدف جذب شرائح معينة من عملاء البلدان العربية اعتماداً على حيثيات حقيقية مررت بها، بينما لم أعمد سابقاً لإظهارها رغم أنها جزء من مشواري الشخصي والمهني.
نأتي لمسألة مهمة:
بخصوص أي صياغة غير رسمية أو تقليدية، أعلم بحكم تجربتي المهنية الممتدة لسنوات معقولة أن هناك شرائح واسعة من العملاء الذين يعجبهم السرد العفوي التلقائي. فما المشكلة في تجربة أشياء جديدة (نستطيع تغييرها متى شئنا)، كالمزج بين الجدية والطرافة؟! الناس طبائع، وإن كان عميل يحب الصياغة الرسمية، فستجد آخر يحب الصياغة العفوية.
تجربة شخصية لتتضح الصورة أكثر:
ذات مرة منذ سنوات، وقعت عيني على نبذة زميل بمنصة خمسات جاء فيها تعبير من قبيل (حسبما أذكر): «هل تعلم أنك جميل حين تبتسم؟». ولك أن تتخيل كم أعجبت بهذه العبارة على بساطتها، وبقيت أرددها مراراً، وكيف بقيت عالقة بذهني حتى اليوم لأنها كانت مختلفة عن العبارات التقليدية المستخدمة في غالبية صفحات الباعة. ومما لا شك فيه أن شخصاً آخر بطبع مختلف وميول مغايرة، لو قرأ الجملة ذاتها لمرّت بعينيه مرور الكرام، وحلّقت من بعدها بعيداً دون رجعة!
من هذا المنطلق، عبّر عن نفسك ومهاراتك بالطريقة التي تفضلها أنت شخصياً، دون مغالاة في الرسمية والجدية، ولا تفريط في المزاح والطرافة. فالعملاء لا ينتمون إلى فئة واحدة، بل تتنوع طبائعهم وميولهم مثلما تتنوع طبائع البائعين. ما يثير إعجابك من حيث التعبير والصياغة اللغوية، لا بد أن يعجب مشترين كثر تشبه ميولهم الشخصية ميولك إلى حد بعيد.
كلمتي الأخيرة لكل من يقرأ هذا النص:
إن أدنى تغيير وتطوير جيد تجريه على أي ركن من أركان حسابك تنعكس نتائجه الإيجابية على مسيرتك المهنية بشكل أو بآخر. ولأضرب مثالاً حياً على ما أقوله: بعدما غيّرت صور خدماتي للمرة الألف ربما (أمزح بالطبع! لكن فعلاً غيرتها عدد مرات أكاد لا أحصيها) راسلني أحد عملائي - منذ مدة قصيرة جداً - من تلقاء نفسه معبراً عن إعجابه الشديد بهذا التغيير الجديد!
على العموم، لا تتردد بإدخال أي تعديلات جديدة من شأنها تحسين نبذتك الشخصية عبر خمسات أو مستقل. فإضافة بسيطة جيدة يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية غير متوقعة. ذلك أن تأثير الكلمات المكتوبة ببراعة وفرادة عظيم طالما اقترن بتقديم خدمات ذات جودة عالية، متبوعة بحرفية التواصل ودقة التسليم.
التعليقات