كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء منذ وقت قريب حول سوق العمل والتنافسية والتي تزداد يوماً بعد يوم، وهل أصبحنا في حاجة إلى تطوير مهاراتنا باستمرار، أم توسيع النشاط الإنتاجي لنا ؟
وحينها حدثتني صديقتي حول الصراع الذي تعيشه فهي تعمل بمجال إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع ولكنها في الوقت ذاته تمتلك مهارات في مجال تحليل البيانات، فهل تتخصص في المجال الذي تعمل به في سنوات أم يمكنها العمل في المجالين في نفس الوقت، هذا بالتحديد ما يناقشه مبدأ " التخصص وتقسيم العمل" والذي أشار إليه الفيلسوف والعالم الاقتصادي أدم سميث منذ سنوات عديدة.
يدور التخصص وتقسيم العمل حول مهارات الفرد التي يمتلكها وطريقة توظيفها بشكل صحيح مما يسمح للفرد التخصص في عمل واحد فقط، فمن المتوقع أن تزداد الإنتاجية للفرد مع تخصصه في هذا العمل، كما يسمح تقسيم العمل للشركات الحصول على أرباح ضخمة فنجد حينها أن القسم الخاص بالموارد البشرية يقوم بأعماله، القسم الخاص بالإنتاج، والأخر الذي يرتبط بالأمور الحسابية .. إلخ.
ولكن هذا من ناحية العمل في الشركات، ولكن كمستقلين هل يختلف الأمر ؟ نحن نعيش في عصر وبيئة عمل تنافسية، فقد نرى أصحاب المهارات المختلفة يشغلون العديد من الأعمال ولا يؤثر ذلك على إنتاجيتهم.
لقد قرأت منذ فترة قريبة حول أحد أصحاب المشاريع والذي يريد توظيف مساعد إداري ولكنه يريده على طريقة " الجوكر "، وعندما بحثت توصلت إلى أن الموظف الجوكر هو موظف ضليع بأعمال مختلفة ويستطيع أن يؤديها بدرجة عالية من الكفاءة.
لذا هل نحن نعيش في وهم التخصص في العمل أم أن للأمر أبعاد أخرى تستند على الفروق الفردية بين الأفراد؟ وكيف يمكننا أن نصبح " الموظف الجوكر "؟
التعليقات