إن بيئة العمل المنزليّة، على عكس المتوقّع، واحدة من أصعب بيئات العمل أحيانًا. فعلى الرغم من أن المستقل ينعم بحرّيته الكاملة في إطارها، فإن إهماله للحدود داخل هذه البيئة قد يذهب بمساره المهني في العمل الحر بلا عودة.

وعلى الرغم من الاستقرار الذي أعيشه في العمل الحر حاليًا، فقد كان لبيئة العمل دور عميق مؤثّر للغاية في مساري المهني. وقد انتهى بي الأمر إلى هجر العمل الحر ذات مرّة والتحوّل إلى العمل الوظيفي.

وبعد أن عدلتُ عن قراري بالالتحاق بالوظيفة، عدتُ للعمل الحر بالعديد من الحسابات المعادة. وكان من أبرزها تعديل أسلوبي في العمل داخل المنزل. وقد اكتشفتُ وقتها أن السبب الرئيسي في توتّر التزامي به كان حدودي المهنيّة داخل المنزل.

قبل فترة احترافي، حوالي 30% من المواقف التي لم ألتزم فيها بمواعيدي المهنيّة كانت بسبب أعطال تقنيّة وما شابه. لأنّني لم أجهّز بيئة العمل الحر وقتها بالقدر الكافي. أمّا 70% من الأسباب، فقد كانت بسبب المساحة العائلية داخل المنزل.

تنوّع العرقلات وقتها بين الزيارات العائليّة وطلبات المساعدة والاتصالات المفاجئة، وأحيانًا المتطلّبات الأسريّة التي نعاني أمامها، فأفراد الأسرة في بعض الأحيان لا يفهمون طبيعة العمل الحر. وهذه مشكلة عائليّة أخرى قد تودي بمسارنا المهني في المجال.

كيف تتغلّبون على أزمة الزيارات العائليّة المفاجئة والمتطلّبات الأسريّة كمستقلّين؟ كيف تتخطّون الحرج للالتزام بمواعيدكم في العمل الحر؟ وما هي الظروف التي تكون فيها الأولويّة للعائلة؟