يعتمد العمل الحر على التقييمات كفكرة قياس أساسيّة. وفي مقابل العمل المميّز أو المعيب، تعزّز التقييمات المسار المهني للمستقلّ أو تهبط به إلى قاع الأرض. من هنا تنبع أهمّية التقييمات كعنصر أساسي من أركان العمل الحر.

لكن على الناصية الأخرى من الموضوع، بدأتُ بنفس القدر الضئيل من الخبرة في مساري المهني. ممّا دفعني إلى ترسيخ بعض الأفاكر في ذهني لم يكن لها انعكاسًا في الواقع. كان من أبرزها أن مشكلتي الوحيدة فيما يخص التقييمات أنني يجب أن أتجنّب التقييم السلبي.

لكنني بعد أن كوّنتُ الخبرة اللازمة، وبعد أن بدأتُ في احتراف العمل الحر والتفرّغ له، صدمتني بعض الاحتمالات التي لم أضعها في الحسبان على الإطلاق. من أبرزها أن مشكلة التقييم السلبي ليست الأزمة الوحيدة، بل وليست الأزمة في الأساس بالنسبة للمستقل الملتزم.

إن الأزمة الحقيقيّة فيما يخص المسار المهني للمستقلّين المحترفين هي عدم التقييم. لأن العديد من أصحاب المشاريع، وهذا ما اكتشفته مع الوقت، يعملون بدقّة واحترافيّة كبيرة على اختيار المستقل المناسب. لكن هنالك فئة منهم تهتم بالعمل فقط. وبعد استلامه لا تعتني بالتقييم.

في هذا الصدد، قسّمتُ عملائي الذين لا يمنحونني تقييمات إلى أربعة أنواع:

  1. عملاء مستمرّين منحوني تقييمًا في البداية، لكنهم توقّفوا مع استمرارّية التعامل.
  2. عملاء مستمرّين لم يمنحوني تقييمًا أبدًا.
  3. عملاء سابقين لم يمنحوني تقييمًا أبدًا.
  4. عملاء جدد لا أعلم ما إن كانوا سيمنحونني تقييمًا أم لا.

كيف أحفّز كل فئة من عملائي على تقييم مشروعي في رأيكم؟ وما هي الاستراتيجيّات التي تتبعونها في هذا الصدد؟