تجعل الاستمرارية الانسان في تطور مستمر ولايكتفئ بالنجاح الذي وصل اليه بل ينظر اليه كنقطة انطلاق جديده وعلي هذا المبدئ يستمر لابعد حد ممكن
الاستمرارية افضل من النجاح
ما يجب تدريب أنفسنا عليه هي الاستمرارية، النجاح والوصول للأهداف لا يكون بدونها وفي الغالب فشلنا في تحقيق ما نطمح إليه يكون بسبب عدم توفر هذه الميزة في شخصيتنا، العديد من زميلاتي تطرح عليا مشكلة تسطسرها لهدف تعلم مهارة ما لكنها بعد مدة تجد نفسها أنها لم تتعلم ولم تحقق شيئا، كنت أطرح عليها أن تدرب نفسها على عامل الاستمرارية والتعلم المستمر في هدف آخر أصغر مما سطرته وعندما تنجح في تعلم الاستمرارية وتدريب نفسها عليها مع الأيام ستتمكن من تحقيق هدف وتعلم المهارة التي تريدها.
في الحقيقة الاستمرارية هي النوع الأصعب من النجاح، أن يبقى الإنسان منتجًا قادرًا على محاربة ظروفه وما يقابله من معوقات، وألا يستسلم لآلامه ومواجعه، هذا برأيي هو النجاح.
"لماذا يواجه الكثيرون مشكلة مع الإستمرارية" أظن أن السبب يكمن في أنه حينما نقوم بعمل ما لا نرى ثمار إجتهادنا فيه مباشرة، وخاصة في مجال العمل الحر، وفي تخصصات ومجالات معينة قد تستغرق أشهرا وربما سنوات ولا ترقى للمستوى الذي ألهمك إياه من إحترفوا المجال، وهنا تكمن الإشكالية فالمحترف والناجح لا يقوم بإبراز الجانب المظلم من عمله، المتعب والشاق، لا يظهر لك حجم الخسائر التي تلقاها في مسيرته، هم فقط يظهرون الجانب المشرق والإيجابي وهذ الأمر مطلوب لكن إظهار الواقع والحقيقة كما هي أمر مهم أيضا، فذلك يساعدنا: على توقع الأخطاء ومحاولة تفاديها قبل وقوعها.
الإستلهام من أخطاء الآخرين وإكتساب تجارب وخبرات، أما التحفيز فهو لحظي بحت، وعدم إدراكنا أن المسيرة طويلة وشاقة من البداية يجعلنا ننسحب من السكة مبكرا جدا، وهذ خطأ فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
أعتقد أنني مرة سمعت اقتباساً لعليّ كرّم الله وجهه أن "اثنين لا يمكن أن يشبعا، طلّاب المال وطلّاب العلم" هذا صحيح فعلاً وهذا السابق هو ما يحكم كل أهل الأرض، فأهل الارض جميعاً منقسمين بين تيارين، تيار يجمع المعرفة وتيار يجمع المال، وكلٌ منهم يستمرون دائماً، الوصول إلى أهدافهم ليس نهاية درب، بل بداية لدروب أخرى، هذا أجمل ما في الإنسان، أتذكّر الان بيت مثلاً للإمام الشافعي، بيت شعري رائع فعلاً، يصف فيها نقصان حاله واستمراره في السعي نحو الكمال مستحيل التحقق تقريباً:
كلّما أدّبني دهري - أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددتُ علماً - زادني علماً بجهلي
وبما أن المساهمة في مجتمع العمل الحر، علينا أن نؤكّد أن الاستمرارية في العمل تعدّ الجانب الأساسي في النجاح. لقد هجرتُ العمل الحر من قبل. وعلى الرغم من أنها تجربة في غاية الخطأ، فقد تعلّمتُ منها أن الاستمرارية وعدم الانقطاع في أكثر الأوقات ظلمةً هما كلمة السر. تعتمد عليها العديد والعديد من مؤشّرات نجاحنا في هذا المجال، مثل:
- جني الخبرات.
- اكتساب العلاقات.
- اكتساب المهارات.
- تعلّم التفاوض.
- تعزيز سيرتنا المهنية.
وغيرهم.
التعليقات