تأشيرة المستقلّين: أن يكون العمل الحر وسيلتنا للإقامة في دول أخرى

لكن مع ذلك لا أظنه سيعود بفائدة مادية على المستقل

السفر لبلد يعترف بالعمل الحر ويوفر لك بيئة أحسن لتعمل وموارد أفضل ألن يساهم في تطورك أكثر، على عكس البيئات التي نتواجد فيها في بعض الأحيان فقط الإنترنت السيئة لا تسمح لك بالعمل على أكثر من مشروع وتتسبب في خسارتك للعديد من العملاء والمشاريع بدون أن نتحدث عن البيئة المنزلية والأهل إذا كانوا غير متفهمين للعمل الحر.

لا أعتقد على الإطلاق أن الأمر غير مفيدٍ في الوقت الحالي بالنسبة للمستقل على الصعيد المادي، فنحن على سبيل المثال إذا كنّا نرغب في العمل على تطوير أنفسنا ربما نستطيع ذلك بصورة أقل تكلفةً. لدينا مثلًا اللغة الألمانية، فأنا أحد أحلامي المهنية في كتابة المحتوى هو الكتابة باللغة الألمانية والقراءة بها. هذا الأمر كي يتحقق وأنا في مصر، سيكلّفني آلاف الجنيهات، وهي التكلفة التي لا أستطيع تحمّلها على الإطلاق. أمّا في دولة ألمانيا نفسها، فأنا أرى أن الأمر أكثر سهولة، وتعلّم اللغة بالاحتكاك سوف يسهّلها عليّ، بالإضافة إلى أنني لستُ مضطرًا إلى التحرّك كثيرًا لأنني أصلًا داخل البلد، ناهيك عن اللغات الأخرى التي يكتسبها المستقل ويضيفها إلى مساره المهني بنفس الطريقة، وبالتالي فقد استفاد ماديًا بطريقة غير مباشرة.

أول مرة أسمع بها أخ علي، في بلداننا العربية ليس معترف بالعمل الحر عبر الإنترنت حتى يتم منحنا تأشيرات سفر، حتى ليس لدينا بنوك تسمح لنا بسحب المال بالعملة الصعبة لا علينا.

أنا أعلم بمشكلة بعض البلدان العربية للأسف في هذا الصدد، وهو ما يصعّب على الإخوة والأخوات هناك التعامل مع العمل الحر باحترافية، لذلك أجد الأمر عقبة لا مناص منها.

لكن من جهة أخرى، الجيّد في الأمر أن الإثبات يكون من جهة الدولة المستضيفة، لا الدولة الأم، حيث أن من يحتاج الإثبات هو البلد الذي سوف تذهبين إليه، ولا يحتاجون إثبات من بلدك الأم، وإنما من الجهة التي تعملين لديها.

أنا أتفق معكَ للغاية يا ضياء. لكن من جهة أخرى، يجب عليّ أن أشير إلى أن هذا الأمر يعتمد بشكل أساسي على دخل المستقل. لكن إذا كان المستقل قادر على الوصول حد أكبر من الدخل، ويريد أن يستثمر في بيئة أكثر غزارةً وصحةً لفكرة مشروعه الناشئ على سبيل المثال، فإن العمل في دولة تناسب هذه الفكرة هو الحل الأمثل، وبالتالي يجب عليه أن يعدّد الخيارات أمامه، ويبحث عن البيئة المناسبة له في مثل هذه الظروف. في حالة مماثلة لهذه، يمكنه أن يجنح إلى تأشيرة المستقلّين.

هل معترف بها في بلادنا العربية ؟

حتى وإن لم يكن معترفًا بها يا غدير. ما أعنيه هنا أنها تأشيرة للإقامة في دولة أخرى، أي أن الأهم أن يكون معترفًا بها في الدولة المستضيفة، وكما ذكرتُ، فالتأشير مقبولة ويُعمَل بها في حوالي 21 دولةً.

أمّا بالنسبة لدولنا العربية، فإن الإمارات العربية المتحدة تعتبر الدولة العربية الأولى التي تعترف بهذه التأشيرة وتتيحها، فإذا كنتِ من خارج الإمارات العربية، لديك فرصة ذهبية إذا احترفتي العمل الحر، حيث يمكنك الحصول على التأشيرة نفسها من الإمارات.