أحيانًا أقرأ بعض عروض المستقلّين، على قدر ما تسمح به السطور، وأشعر أنّها مُتشابهة تمامًا. خصوصًا من ليس له مشروع تام سابق.

لا أقصد التقليل من أحد، والناس أحرار في طريقة كتابة عروضهم. لكنِّي أحبُّ لهم أن يكتبوا عرضًا مُقنعًا، وعلى الأقل يجعل صاحب المشروع يفكّر في المستقل جديًا. حتّى لو لم يختاره، لماذا لا نجعل موضوع اختياره لغيرنا صعبًا؟ لماذا لا نجعله يتردّد ويفكّر مرتين بعد عرض مميز قدمناه؟

ما سأذكره لا يعتمد أبدًا على التقييم، وليس له علاقة بسعر المشروع. سأتحدّث قليلًا عن أمور تجري في صندوق العرض تجعل صاحب المشروع يغضّ النظر عن عرضنا، ويختار غيرنا.

دعوني أسرد لكم بعض الجمل التي تُشعرني أنَّ المستقل وضع نفسه في قوالب روبوتية. هذه القوالب تضرّ به كثيرًا، لأنّها تجعل العميل يفكّر بأهم نقطتين سلبيتين بخصوص العرض: لم يقرأ عرضي جيدًا، ربما ينسخ ويلصق العروض.

لقد قرأت عرضك

لقد قرأت عرضك جيدًا وأنا ….

أفهم الدافع وراء هذه الجملة، أفهم أنَّ قراءة المشروع جيدًا من متطلّبات صاحب المشروع. لكن هل هو ضروري أن تذكر هذه الجملة؟

هذه الجملة توصل فكرة، لكن إذا قام بها الجميع، لن تكون البارز بينهم. إذا أردتَ أن تبرز فبيِّن لصاحب المشروع أنّك فهمته بطريقة أخرى.

مثلًا لو كان صاحب المشروع يريد عشرين مقالًا لموقعه، في غضون عشر أيام، فلكي تعبّر عن فهمك عن هذا الجزء، فكّر بصوت عال وقل:

عشرون مقالًا في عشرة أيام تعني مقالين في كل يوم

ثم زدها بعض الكلمات التي تعبِّر عن (صعوبة/سهولة) الموضوع بالنسبة لك، وقدرتك على الارتقاء للتحدّي.

لو كنتُ صاحب المشروع، سأعلي نسبة من قام بهذه الحسابات في ذهنه، أكثر من عشرة قالوا لي نفس الجملة "لقد قرات عرضك جيدًا"

سنوات الخبرة

أنا فلان لدي خبرة 5 سنين في مجال (يذكر مجالًا له علاقة بالمشروع، وثلاثة أخرى لا علاقة لها بالمشروع)

لا أظن أنَّ حديث السنين أصلًا أصبح له قيمة في ميدان العمل الحر. أرى أن الأمر الفاصل هو ما أنتجته. أين عملت؟ ماذا حقّقت؟ هذه أهم من جملة مُبهمة مثل عدد السنوات، ألن أستطيع اختلاق سنتين إضافيتين في عملي؟

نسبة غير متوازنة

أنا فلان ولي خبرة ولي تجارب ولي شهادات وحاصل على … وأستطيع تنفيذ المشروع

هذا مثال عن نسبة غير متوازنة في الحديث عن النفس وتفاصيل المشروع.

أن تتحدَّث عن نفسك في العروض هو أمر ضروري، لكن إذا كان العرض 90% من الحديث عن نفسك، و10% حديث عن الموضوع، سأبدأ بالشك أنَّك تستخدم نفس العرض نسخًا ولصقًا لجميع المشاريع. وازن بين الأمرين، وحاول أن تتكلّم عن المشروع. العميل يحتاج إلى من يتحدَّث عن مشروعه ويشاركه بعض الأفكار والاقتراحات.

هل لديكم أمثلة أخرى تشعرون أن المستقل يجب أن يتجنّبها في عرض العمل؟