منصات العمل الحر هل هي وساطة سوق أم صانعة سوق؟

برأيي منصات العمل الحر بدأت كوساطة و تحولت لصانعة سوق وذلك يعود لكون الفئة المستهدفة لمنصات العمل الحر تدخل لهذه المنصات بأهداف معينة أهمها الحماية والحصول على الخدمة بأفضل جودة .

المستقل يبقى ملتزماً ليحصد أعلى تقييم ويكون مطمئنًا من ناحية دفع المقابل لأنه هذه الجهة ستحصل له المبلغ الأمر الذي لن يحدث خارج هذه المنصات .

و بالتالي هي تقدم قيمة تنافسية ؛لا توجد بالمنصات الأخرى التي قد تأخذ دور الوسيط .مثل منصات التواصل الاجتماعي ولا تقدم الحماية التي تقدمها منصات العمل الحر ..

وربما يعود تقييم هذا الأمر لنظرة كل شخص للقيمة التي يسعى لها .

هل منصات العمل الحر وساطة سوق أم صانعة سوق؟

منصات العمل الحر تحقق معادلة مهمة: كلما استفاد العميل واستفاد العامل، استفادت هي. بمعنى أنها معادلة يربح فيها الجميع، وكثير من كلف التشغيل تم إلغاؤها في هذه الحالة. فهي إلى جانب لعب دور الوسيط توفّر بيئة العمل نفسها والضمانة لكل من الطرفين، فهي وسيطة وصانعة للعمل في نفس الوقت.

أعتقد أنها وساطة لأن ليس هناك ما قد يوازي الواقع بشكل كامل نهائياً. يبدو لي هذا العالم وسيلة أخرى لزيادة دخل الموظف ليس إلا و لا أعتقد أن هناك أي شخص في الدول العربية يعتمد بشكل كامل على هذا العالم فقط من أجل دخله فهذا العالم غير مستقر مادياً و لا يجوز أن يكون المصدر الوحيد للأموال. أمّا في الدول المتقدمة ف3فرص العمل لا حصر لها و بالتالي تكون نسبة المخرجات من العمل مناسبة و أحياناً أخرى كثيرة للغاية مادياً فلا يحتاج الأشخاص إلى عمل على أرض الواقع و لكن ماذا لو حدث أمر ما خارج عن إرادة البشر و انتهى هذا العالم؟

منصات العمل الحر هي وجه متقدم للعمل بشكل عام، وأعتقد أنها أتاحت فرص للكثيرين ليعملوا في كل مكان دون حاجة الوصول إليه ودون تدخل الواسطات في العمل، فأنت تحصل على العمل لأنك جدير به، وهذا يكشف عن الكثير من المواهب التي لم نكن نعلم بوجودها، لذا فهي صانعة سوق وقد بسطت فرص حقيقية للكثيرين لم يكونوا ليحصلوا عليها بالطريقة التقليدية للعمل خصوصًا في بلداننا

سواء كانت وساطة أو صانعة ما الفرق؟

الهدف موجود والنتيجة متحصّلة وهو ما يهمّ بالحالتين..

قد يتشكل الفرق في حجم الفائدة لتلك المنصات.. ولكن كصانع أو وسيط في الحالتين الفائدة متحصّلة..

حسناً، بعد الاستعراض التفاعلي الموجز ما رأيك هل منصات العمل الحر وساطة سوق أم صانعة سوق؟

لقد كان تصوّري عن الأمر في البداية يميل إلى الخيار الأول. لكن بعد المزيد من الخبرات، واكتساب أكثر من تجربة في مجال العمل الحر والتعامل مع هذه المنصات، أدركت أننا يجب أن نغير هذه النظرة.

إن السوق الذي تتيحه هذه المنصات لم يعد مجرد عملية وساطة تسويقية، وإنما أصبح أرضية مشتركة بين جميع الفئات. وهو الأمر الذي أتاح لنا جميعًا العمل على رفع جودة خبراتنا وأعمالنا. وما اكتشفته أيضًا حول إمكانيات هذه المنصات وقدرتها على احتضان الشركات وتنمية آليات عملها دفعني إلى أن أدرك الأبعاد الحقيقية لنشاطها. أتفق الآن تمامًا مع الرأي القائل بأنها صانعة سوق.

قبل أن أجيب على هذا السؤال التفاعلي أحب أن أقف على عبارة " موظف إلكتروني" فأنا أتفق مع هذه العبارة وأعتبرها تعكس الواقع أكثر من عبارة مستقل أو صاحب مشروع حر. فالموظف الالكتروني يقوم بإنجاز مهمة معينة لشركة معينة ويتلقى عنها أجرا محددا. بينما عبارة المستقل تعكس وضعية شخص أسسا عملا خاصا به استقل به مسار التوظيف، المستقل ربما يكون صاحب مشروع المنصة، أما الموظف الالكتروني فهو أحد مستخدمي المنصة لايجاد عمل.

ننتقل الآن إلى الإجابة عن السؤال التفاعلي، هل المنصات واسطة سوق أم صانعة سوق؟

الإجابة بالنسبة لي هي الاثنين معا، صانعة سوق من وجهة أن الحاجة هي أم الاختراع، فالحاجة إلى وجود وظائف بصفات معينة يمكن أن تتم عن بعد وبأسعار تنافسية جعل الفرصة مناسبة لخلق مشاريع منصات العمل التي هي بدورها تقوم بدور الوسيط بين الباحثين عن العمل والراغبين في التوظيف بأثمنة تنافسية.