خلال مشاركتي في مساهمة أستاذة أسماء سعيد عن فكرة التخلي عن العمل مقابل الراحة النفسية

قمت بمشاركة تجربتي الخاصة في هذا الشأن، وطُلب مني توضيحها بشكل أكبر في مساهمة منفصلة.

أولًا أنا أعمل في الأصل في وظيفة حكومية في مصر، ولكنها لا توفر لي العائد المادي المطلوب، فقررت أن أعمل ككاتب محتوى في منصات العمل الحر، خصوصًا وأن لدي المهارات الكافية، وكان ذلك منذ خمس سنين.

ومن خلال العمل الحر تمكنت من أخذ قرار للزواج، وهنا تخليت عن العمل الحكومي والتركيز فقط على العمل الحر مع زوجتي.

ولمدة طويلة تمكنا معًا من تحصيل عائد يكفينا ويزيد عن حاجتنا فقمنا بادخاره.

وعند ولادة طفلتي الأولى، لم تتمكن زوجتي من مساعدتي وحاولت في البداية مضاعفة وقت العمل، ولكن ذلك آثر عليّ سلبيًا، على صحتي ووقتي مع طفلتي الجديدة، فأخذت واحد من أصعب القرارات، وهو التخلي عن جزء كبير من العمل مقابل راحتي وراحة أسرتي النفسية.

سأوضح بكل شفافية، مميزات وعيوب هذا القرار الذي استمر لأكثر من عام:

عيوب القرار

*قلة العائد، واحتياجي لتقليل ميزانية المنزل حتى لا أضطر لانفاق ما تم ادخاره.

*قل الطلب عليّ في منصات العمل الحر، وهو من السلبيات التي عانيت منها بعدما قررنا الرجوع للعمل، وكأني شخص مبتدئ.

*لم أتطور في العمل كما اعتدت أن أفعل بسبب قلة ما أنتجه.

مميزات القرار

*تحسنت صحتي الجسدية بشكل ملحوظ، زدت في الوزن ولم أعد أشعر بآلام في الظهر.

*تحسنت صحتي النفسية أيضًا، لم أعد أشعر بالضيق والتوتر، وقلت أعراض العصبية التي كنت عانيت منها بسبب الضغط.

*تحسنت في أداء عملي، فأنا لم أتخلى عن كل المشاريع، ولكن أغلبها فقط.

*قمت بالتركيز على تطوير نفسي في مجالات أخرى مختلفة، تعلمت الكثير عن صناعة قناة يوتيوب، بل وجربت ذلك، أيضًا قمت بقراءة بعض الكتب، وبدأت دراسة البرمجة.

ملخص التجربة:

أظن بأن قرار التخلي عن العمل أو حتى جزء منه، هو قرار صعب، ولم أكن لأقرر ذلك لو أنني لا أمتلك مدخرات تكفيني وقت الحاجة، ولكن في بعض الأحيان نحتاج لمثل هذا القرار، وإن قررت ذلك فضع في اعتبارك العيوب قبل المميزات، وهل ستستفيد حقًا أم سيصبح قرارًا للتراخي!

وأنتم زملائي المستقلين هل لديكم تجربة مشابهة لتخبرنا بها! وكيف كان أثرها؟