ها إنني أحاول أن أضمد ذلك الجرح الذي لم يلتئم بعد..

نعم أنا ذلك الفقير المتناسى..

أجول في الطرقات وأتخبط..

الكل يضحك علي بابتسامة مشلولة توحي بالشفقة..

أسمعتم بجثة على قيد الحياة؟

الكل يأكلني بنظراتهم الحقيرة..

يمرون من أمامي ويكملون طريقهم …

لا أذكر أنني أكلت من ذلك اللحم الذي يأكله ذلك الكلب بشراهة ..لا أذكر أني تذوقته ..كل ما أذكره أنني أحاول أن أُسكت جوعي ..وفي كل مرة يفضحني..

كل ما في حياتي يوحي بالعقم ..

أتمنى لو تتساقط عليّ أوراق الشجر كي تغطّي جسمي النحيف المعرّى..

أتمنى أن أكون مثل تلك الآلة..الكل يلقمها نقودا..

وأنا لا ألقى سوى الشتائم النابية ..

والأغرب من ذلك أن الأم تغلق عيني طفلها كي لا يصاب بالعمى من النظر إلي..

يا للعار ..أأنت من فضة وأنا من طين ؟؟..

أم أنك تكبرت على خلق رب العالمين..؟

ما ذنبي إن إلتهم الجوع جسمي ؟

ما ذنبي إن أكل الهم رسمي؟

حتى تحولت من شاب في مقتبل العمر..إلى عجوز يترنح من شدة المرض..

أنت تجلس بلا عناءٍ متخم البطن..وأنا؟وأنا أبتلع ريقي وأكاد أبتلع حلقي..

أتمنى لو أني أعود إلى جحر أمّي ..إلى حضنها..هناك فقط أحيا وأعيش بسلام…