في عالم الإدارة العجيب، بنقابل أنواع كتير من المدراء: فيهم القائد الملهم، وفيهم المتحكم المتسلط، وفيهم كمان المدير اللي ما يقدرش يتحرك خطوة من غير "شنطته".
والمقصود بالشنطة هنا مش الصانصونايت اللي بيحط فيها أوراقه المهمة، لأ دي شنطة بشرية، بيمشي بيها في كل مكان. تلاقيها داخلة معاه الاجتماعات، طالعة معاه من المكاتب، واقفة وراه في المؤتمرات… موجودة في الصورة حتى لو مالهاش أي دور!
المشكلة مش بس إن "الشنطة" دي ما عندهاش فكر ولا رأي، لكن الكارثة إنها ساعات بتدخل في أمور ملهاش فيها أي خبرة، لمجرد إن المدير مدّيها "تفويض مش مظبوط". فبدل ما يكون التفويض وسيلة لتنظيم العمل، بيتحول لترخيص عبثي يخلي الشنطة تتكلم وتقرر، وتخبط في كل حاجة… والناس كلها عارفة إن الكلام ده مش طالع من عقلها أصلاً.
المدير اللي ماشي ومعاه شنطته بيبقى عامل زي الممثل اللي محتاج كومبارس دايم يخلي المشهد يبان أكبر. لكن في الحقيقة، المشهد بيبقى مكشوف جدًا: مدير محتاج جمهور خاص للتصفيق، وشنطة راضية تلعب دور قطعة الإكسسوار.
يا ترى، إمتى نلاقي مدير فاهم إن القيمـة مش في عدد "الشنط" اللي حواليه، لكن في العقول اللي تضيف له، وتناقشه، وتصححه؟ لأن الإدارة مش عرض مسرحي… ومش محتاجة شنط، محتاجة شركاء
التعليقات